عنوان و نام پديدآور:مناقب آل ابی طالب/ تالیف رشید الدین ابی عبد الله محمد بن علی بن شهر آشوب. تحقیق علی السید جمال اشرف الحسینی.
مشخصات نشر:قم: المکتبه الحیدریه، 1432ق = 1390.
مشخصات ظاهری:12ج
وضعیت فهرست نویسی:در انتظار فهرستنویسی (اطلاعات ثبت)
يادداشت:ج.9. (چاپ اول)
شماره کتابشناسی ملی:2481606
ص: 1
مناقب آل أبي طالب
تأليف الإمام الحافظ رشيد الدين أبي عبد اللّه محمد بن علي بن شهرآشوب
ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني
المتوفى سنة 588 ه
الجزء الثالث
تحقيق السيد علي السيد جمال أشرف الحسيني
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
ص: 8
قوله : « إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً » بدأ بالخليفة قبل الخليقة ، والحكيم العليم يبدأ بالأهم قبل الأعم(1) .
وقوله : «فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ » دليل على أنّه لا يخلو كلّ زمان من حافظ للدين ، إمّا نبي أو إمام(2) .
الصادق عليه السلام : لا تخلو الأرض من عالم يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم ، ثم فسر قوله : « اصْبِرُوا » على دينكم « وَصابِرُوا » عدوّكم ممّن خالفكم « وَرابِطُوا » إمامكم ، « وَاتَّقُوا اللّهَ » فيما أمركم به وفرض عليكم(3) .
ص: 9
سئل الرضا والصادق عليهماالسلام: تكون الأرض ولا إمام؟ قال: إذا لساخت(1).
قال ابن بابويه : كما جاء في قصّة الأنبياء : « إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ » ، « فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ » ، «وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ » ، وقال لنبينا : « وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ »(2) .
عن النبي صلى الله عليه و آله : في كلّ خلف(3) من أمّتي عدل من أهل بيتي ينفون من
هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين(4) .
أبو عبيدة : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله : « ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ » ، قال : عنى بالكتاب التوراة والإنجيل ، وبالإثارة من العلم ، فإنّما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء(5) .
أمير المؤمنين عليه السلام : لا تخلو الأرض من قائم بحجّة اللّه ، أمّا ظاهر
مشهور ، وأمّا خائف مغمور(6) .
وفي رواية : لا يزال في ولدي مأمور مأمور(7)(8) .
ص: 10
قال العوني :
ولولا حجّة في كلّ وقت
لأضحى الدين مجهول الرسوم
وحار الناس في طخياء(1) منها
نجونا بالأهلة والنجوم
* * *
وقال آخر :
كواكب دجن كلّما انقض كوكب
بدا وانجلت عنه الدجنة(2) كوكب(3)
ومن ألفاظ عن الرضا عليه السلام : الإمام(4) زمام الدين ، ونظام أمور المسلمين،
وعزّ المؤمنين ، وبوار الكافرين ، وأسّ الإسلام ، وصلاح الدنيا ، والنجم الهادي ، والسراج الزاهر ، والماء العذب على الظمأ ، والنور الدال على الهدى ، والمنجي من الردى ، والسحاب الماطر ، والغيث الهاطل ، والشمس الظليلة ، والأرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والأمين الرفيق ،
ص: 11
والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والأُم البرّة بالولد الصغير ، وأمين اللّه في خلقه ، وحجّته على عباده ، وخليفته في بلاده ، الداعي إلى اللّه ، والذابّ(1) عن حرم اللّه (2) .
النبي صلى الله عليه و آله : من مات ولم يعرف إمام زمانه ، فقد مات ميتة جاهلية(3) .
قال الحميري :
فمن لم يكن يعرف إمام زمانه
ومات فقد لاقى المنية بالجهل(4)
العيون والمحاسن : قال هشام بن الحكم : قلت لعمرو بن عبيد : لي سؤال ، قال : هات .
قلت : ألك عين ؟ قال : نعم .
ص: 12
قلت : فما ترى بها ؟ قال : الألوان والأشخاص .
قلت : فلك أنف ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أشمّ به الرائحة .
قلت : فلك فمّ ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أذوق به الطعم .
قلت : ألك قلب ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أميّز به كلّما ورد على هذه الجوارح .
قلت : ليس لها غنى عن القلب ؟ قال : لا ، قلت : وكيف ذاك ، وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته ، أو رأته ، أو ذاقته ، أو سمعته ، ردّته إلى القلب ، فيتقّن اليقين ، ويبطل الشكّ .
قلت : فإنّما أقامه اللّه لشكّ الجوارح ؟ قال : نعم ، قلت : فلابدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح ؟ قال : نعم .
قلت : يا أبا مروان ، إنّ اللّه لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح ، ويتقّن لها ما شكّت فيه ، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم وإختلافهم لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك يردّ إليه حيرتك وشكّك(1) !
* * *
على الملوك تصلح الجماعه
إن صلحوا أو لا فهم(2) كالضاعه
ص: 13
وقال متكلّم : لا يخلو من أربعة أوجه : إمّا أن علّم النبي صلى الله عليه و آله جميع أمّته الأولين والآخرين ، وجميع ما يحتاجون إليه في حياته حتى استغنوا بعد وفاته ، أو علمت الأمّة كلّها بعده ، أو استغنت عن مؤدب ومعلّم من اللّه ، أو رفع التكليف عن الأمّة بعده كالبهائم .
وكلّ ذلك باطل ، لأنّ التكليف لازم ، واللطف واجب ، والناس غير معصومين ، فلابد من حافظ شرع معصوم ، « لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ »(1) .
* * *
قال الأفوه الأودي(2) :
لايصلح القوم إلاّ في السراة(3) لهم
ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلاّ بأعمدةولا عماد إذا لم ترس أوتاد
ص: 14
فان تجمع أوتاد وأعمدةوساكن أدركوا الأمر الذي كادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحتفان تولت فبالأشرار تنقاد(1)
* * *
ص: 15
قوله : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ » .
أمرنا - سبحانه - أمرا مطلقا بالكون مع الصادقين من غير تخصيص ، وذلك يقتضي عصمتهم ، لقبح الأمر على هذا الوجه باتباع من لا يؤمن منه القبيح ، ومن حيث يؤدي ذلك الأمر بالقبيح .
وإذا ثبت في الإمامة ثبت تخصّصها بأمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السلام بالإجماع ، لأنّ أحدا من الأمّة لم يقل ذلك فيها إلاّ خصّها بهم ، ولأنّه لم تثبت هذه الصفات لغيرهم ، ولا ادعيت لسواهم(1) .
قوله « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ » .
يدلّ على عصمتهم ، لأنّه أخبر أنّ العلم يحصل بالردّ إلى أولي الأمر ، كما يحصل بالردّ إلى الرسول ، والعلم لا يصحّ حصوله يقينا ممّن ليس
ص: 16
بمعصوم ، ولأنّه - تعالى - لا يجوز أن يأمر باستفتاء من لا يؤمن منه القبيح من حيث كان في ذلك أمره - تعالى - بالقبيح .
وإذا اقتضت الآية عصمة « أُولي الأمر » ثبتت إمامتهم ، لأنّ أحدا لم يفرّق بين الأمرين .
وإذا ثبت ذلك ثبت توجه الآية إلى آل محمد عليهم السلام ، وقد روي أنّها نزلت في الحجج الإثني عشر(1)(2) .
قوله « إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً » ، فقال إبراهيم عليه السلام من عظم خطر الإمامة عنده : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ »(3) .
وفي خبر أنّه قال : ومن الظالم من ولدي ؟
قال : من سجد لصنم من دوني ، فقال إبراهيم عليه السلام : « وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَْصْنامَ »(4) .
ص: 17
وقد ثبت أنّ النبي والوصي عليهماالسلام ما عبدا الأصنام(1) ، فانتهت الدعوة إليهما ، فصار محمد صلى الله عليه و آله نبيا ، وعلي عليه السلام وصيا .
ولمّا قال : « لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ » صار في الصفوة « وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ » إلى قوله « عابِدِينَ »(2) ، فلم يزل في ذريّته يرثها بعض عن بعض حتى ورثها النبي صلى الله عليه و آله فقال : « إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا » ، فكانت له صلى الله عليه و آله خاصة ، فقلّدها عليا عليه السلام بأمر اللّه على رسم ما فرضها اللّه ، فصارت في ذريّته الأصفياء الذين أوتوا العلم والإيمان ، قوله « وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِْيمانَ » ، فهي في ولد علي عليه السلامإلى يوم القيامة(3) .
عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية(4) : هم الأئمة ومن اتبعهم(5) .
قال إبراهيم : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِي » ، ومن للتبعيض ، ليعلم أنّ فيهم من
ص: 18
يستحقّها ومن لا يستحقها ، ومستحيل أن يدعو إلاّ من هو مثله في الطهارة ، لقوله « لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ » ، وقال « فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي » ، فيجب أن يكونوا معصومين .
ولمّا سأل الرزق قال : « وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الَّثمَراتِ » سأل عاما ، ولمّا سأل الإمامة سأل خاصا ، قال « وَمِنْ ذُرِّيَّتِي »(1) .
قال الصادق عليه السلام في قوله : « وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ » أي الإمامة إلى يوم القيامة(2) .
قال السدّي : عقبه آل محمد(3) صلى الله عليه و آله .
* * *
قال العوني :
فقال من فرح يا ربّ عهدك في
ذرّيّتي هل تبقيه مؤنفه
فقال ليس ينال الظالمين معا
عهدي ووعدي فيه لست أخلفه
والشرك ظلم عظيم والعكوف على
الأصنام لا يلحق التأمين عكفه
فانظر إلى الرمز والإيماء كيف أتى
من لم يكن عبد الأصنام مصرفه
ص: 19
وله أيضا :
ألم يكن في حاله نبيا
ثم رسولاً منذرا رضيّا
ثم خليلاً صفوة صفيّا
ثم إماما هاديا مهديّا
وكان عند ربّه مرضيّا
فعندها قال ومن ذرّيتي
قال له لا لن ينال رحمتي
وعهدي الظالم من بريّتي
أبت لملكي ذاك وحدانيتي
سبحانه لا زال وحدانيا
قوله : إنّي مخلّف فيكم الثقلين(1)
الخبر يقتضي عصمة المذكورين ، لأنّه أمر من جهة الخبر بالتمسك بهم على الإطلاق ، فاقتضى ذلك عصمتهم ، وإلاّ أدّى إلى كونه - عزّ وجلّ - أمر بالقبيح .
ثم إنّه قطع بأمان المتمسّك بهم من الضلال ، وجواز الخطأ عليهم لا يؤمن معه ضلال المتمسّك بهم .
ثم إنّه قرن بينهم وبين الكتاب في الحجّة ، ووجوب التمسّك .
ثم إنّه أخبر أنّهم لا يفارقون الكتاب ، ووقوع الخطأ منهم يقتضي مفارقتهم له ، وذلك ينافي نصّه .
وإذا ثبتت عصمتهم ثبتت إمامتهم ، وإنّهم المعنيّون بالخبر(2) .
ص: 20
وقال أبو علي المحمودي لأبي الهذيل : أليس من دينك أنّ العصمة والتوفيق لا يكونان لك من اللّه إلاّ بعمل تستحقّهما به ؟
قال : نعم .
قال : فقوله « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » ؟ قال : قد أكمل لنا الدين ، فقال : ما تصنع بمسألة لا تجدها في الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، وحيلة الفقهاء ؟ قال : هات .
قال : خبّرني عن عشيرة كلّهم عنين ، وقعوا في طهر واحد بإمرأة ، وهم مختلفوا العنّة ، فمنهم قد وصل إلى بعض حاجته ، ومنهم من قارب بحسب الإمكان منه ، أفي خلق اللّه اليوم من يعرف حدّ اللّه في كلّ رجل منهم ، ومقدار ما ارتكب من الخطيئة ، فيقيم عليه الحدّ في الدنيا ، ويطهّره منه في الآخرة ؟ فافحم(1) .
لو لم يكن الإمام معصوما لم يكن بتقديم الكلّ موسوما .
من خرج من غمار المأمومين دخل في جملة المعصومين .
من افتقر البشر إليه كانت العصمة ثابتة عليه .
من ظهرت معجزته ثبتت عصمته .
ص: 21
أميرالمؤمنين عليه السلام قال النبي صلى الله عليه و آله : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا » قال : المودّة في قلوب المؤمنين هي العصمة .
* * *
قال الناشي(1) :
قد نصب اللّه لكم مسدّدا
بالرشد والعصمة مأمون الغلط
أحاط بالعلم ولا يصلح أن
يدعى إمام من بعلم لم يحط
ص: 22
من مثلكم يا آل طه ولكم
في جنة الفردوس والخلد خطط
حبّ سواكم نفل وحبّكم
فرض من اللّه علينا مشترط
يا طود أفضال بعيد المرتقى
وبحر علم ما له يحويه شط
كلّ الولا إلاّ ولاكم باطل
وكلّ جرم بولاكم منحبط
* * *
ص: 23
قال اللّه - تعالى - في آدم عليه السلام : « إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ » ، وفي موضع « إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً » .
وفي إبراهيم عليه السلام « وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا » ، وفي موضع « إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً » .
وفي موسى عليه السلام « إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ » ، وفي موضع « وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي » .
وفي طالوت « إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ » .
وفي سائر الأنبياء والأوصياء عليهم السلام « إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى » .
« اللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ » .
« وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَْخْيارِ » .
« وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ » .
« وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا » .
« مالِكَ الْمُلْكِ تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ » .
« يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ » .
« وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ » .
« وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ » .
ص: 24
« وَأَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ » .
« ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشاءُ » .
« قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ » .
« وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ » .
« شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ » .
« وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ » .
« وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ » .
* * *
قال الحميري :
هبه وما وهب المليك لعبده
يبقى ومهما لم يهب لم يوهب
يمحو ويثبت ما يشاء وعنده
علم الكتاب وعلم ما لم يكتب
* * *
وقال العوني :
في النصّ آي من الفرقان منزلة
يقرّ طوعا بها من لا يحرّفه
منهن رمز وإيماء وتسمية
تلويح حقّ وتصريح تنقفه
الرضا والصادق وأمير المؤمنين عليهم السلام ، والحديث مختصر : إنّ آدم عليه السلام أوصى إلى ابنه شيث ، وأوصى شيث إلى شبّان ، وشبّان إلى مجلث ،
ص: 25
ومجلث إلى محوق ، ومحوق إلى عثميشا ، وعثميشا إلى أخنوخ ، وهو إدريس ، وإدريس إلى ناحور ، وناحور إلى نوح ، ونوح إلى سام ، وسام إلى عثامر ، وعثامر إلى برغيشا ، وبرغيشا إلى يافث ، ويافث إلى بره ، وبره إلى جفيسه ، وجفيسه إلى عمران ، وعمران إلى إبراهيم ، وإبراهيم إلى إسماعيل ، وإسماعيل إلى إسحاق ، وإسحاق إلى يعقوب ، ويعقوب إلى يوسف ، ويوسف إلى برثيا ، وبرثيا إلى شعيب ، وشعيب إلى موسى ، وموسى إلى يوشع ، ويوشع إلى داود ، وداود إلى سليمان ، وسليمان إلى آصف ، وآصف إلى زكريا ، وزكريا إلى عيسى ، وعيسى إلى شمعون ، وشمعون إلى يحيى ، ويحيى إلى منذر ، ومنذر إلى سلمة ، وسلمة إلى بردة عليهم السلام .
ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ودفعها إليّ بردة ، وأنا أدفعها إليك يا علي ،
وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك ، واحد بعد واحد ، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك(1) .
لو لم يكن الإمام نصّا لم يكن بعلم اللّه مختصّا .
من حقّق إمامته بغير نصّ كان الناظر من غير فحص .
من ثبت النصّ عليه من أبيه كان مرضيّ ذويه .
* * *
ص: 26
قال ابن حماد :
رأيت النصّ يفضح جاحديه
ويلجئهم إلى ضيق الخناق
ولو كان اجتماع القوم رشدا
لما أدّى إلى طول افتراق
* * *
وقال الناشي :
ومن لم يقل بالنصّ منه معاندا
غدا غفلة بالرغم منه يحاوله
يعرفه حقّ الوصي وفضله
على الخلق حتى تضمحلّ بواطله
* * *
وقال البشنوي(1) :
يا مصرف النصّ جهلاً عن أبي حسن
باب المدينة عن ذي الجهل مقفول
مولى الأنام علي والولي معا
كما تفوه عن ذي العرش جبريل
وسأل حمران بن أعين يحيى بن أكثم عن قول النبي صلى الله عليه و آله حيث أخذ بيد علي عليه السلام وأقامه للناس ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أبأمر من اللّه - تعالى - ذلك أم برأيه ؟ فسكت عنه حتى انصرف .
ص: 27
فقيل له في ذلك ، فقال : إن قلت : برأيه نصبه للناس خالفت قول اللّه - تعالى - « وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى » ، وإن قلت : بأمر اللّه - تعالى - ثبتت إقامته . قال : فلم خالفوه واتخذوا وليّا غيره ؟!
قال العوني :
فما ترك النبي الناس شورى
بلا هاد ولا علم مقيم
ولكن سوّل الشيطان أمرا
فأودى بالسوام وبالمسيم(1)
قال الصادق عليه السلام في قوله : « إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا الأَْماناتِ إِلى أَهْلِها »يعني يوصي إمام إلى إمام عند وفاته(2) .
النبي صلى الله عليه و آله : من مات ولم يوص مات ميتة جاهلية(3) .
وقال صلى الله عليه و آله : الوصية حقّ على كلّ مسلم(4) .
وقال : من مات ولم يوص(5) فقد ختم عمله بمعصية(6) .
ص: 28
وقال ابن العودي النيلي :
وكلّ نبي جاء قبلي وصيّه
مطاع وأنتم للوصي عصيتم
ففعلكم في الدين أضحى منافيا
لفعلي وأمري غير ما قد أمرتم
وقلتم مضى عنّا بغير وصية
ألم أوص لو طاوعتم(1) وعقلتم
نصبت لكم بعدي إماما يدلّكمعلى اللّه فاستكبرتم وضللتم
وقد قلت في تقديمه وولائهعليكم بما شاهدتم وسمعتم
علي غدا منّي محلاًّ وقربةكهارون من موسى فلم عنه حُلتم
علي رسولي(2) فاتبعوه فإنّهوليّكم بعدي إذا غبت عنكم
أبو جعفر وأبو عبد اللّه عليهماالسلام في قوله : « وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ » الآية ، وذلك لمّا أمر اللّه رسوله أن يقيم عليا عليه السلام أن لا يشرك مع علي عليه السلام شريكا(3) .
* * *
ص: 29
قال الناشي :
ولو آمنوا بني الهدى
وباللّه ذي الطول ما خالفوكا
ولو أيقنوا بمعاد لما
أزالوا النصوص ولا مانعوكا
ولكنّهم كتموا الشكّ في
أخيك النبي وأبدوه فيكا
لهم خلف نصروا قولهم
ليبغوا عليك وما عاينوكا
إذا صحّح النصّ قالوا لنا
توانى عن الحقّ واستضعفوكا
فقلنا لهم نصّ خير الورى
يزيل الظنون وينفي الشكوكا
* * *
ص: 30
قد جاء في أخبار الإمامية : إنّ لإمام الهدى خمسين علامة :
[1 ] العصمة .
[2 ] والنصوص .
[3 ] وأن يكون أعلم الناس .
[4 ] وأفصحهم .
[5 ] وأحلمهم .
[6 ] وأحكمهم .
[7 ] وأتقاهم .
[8 ] وأشجعهم .
[9 ] وأشرفهم .
[10 ] وأنصحهم .
[11 ] وأوفاهم .
[12 ] وأصبرهم .
[13 ] وأزهدهم .
[14 ] وأسخاهم .
[15 ] وأعبدهم .
ص: 31
[16 ] وأشفقهم عليهم .
[17 ] وأشدّهم تواضعا للّه .
[18 ] وآخذهم بما يأمر اللّه به .
[19 ] وأكفّهم عمّا ينهى عنه .
[20 ] وأولى الناس منهم بأنفسهم .
[21 ] ويولد مختونا .
[22 ] ويكون مطهّرا .
[23 ] ويلي ولادته ووفاته معصوم .
[24 ] وتكون الأموال تحت أمره .
[25 ] ويرى من خلفه ومن بين يديه للفراسة الصادقة .
[26 ] ولا يكون له ظلّ ، لأنّه مخلوق من نور اللّه .
[27 ] وكلّ من ولد منه يكون مؤمنا .
[28 ] وإذا وقع على الأرض من بطن أمّه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين .
[29 ] ولا ينام قلبه .
[30 ] ويكون محدّثا .
[31 ] ويكون دعاؤه مستجابا .
[32 ] ولا يرى له حدث ، لأنّ اللّه - تعالى - وكّل الأرض بابتلاع ما يخرج منه .
ص: 32
[33 ] ولا يحتلم .
[34 ] ولا يتثاءب .
[35 ] ولا يتمطّى .
[36 ] وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك .
[37 ] ويكون صاحب الوصية الظاهرة .
[38 ] ويكون له الدليل والمعجزة في خرق العادة واستجابة الدعوة .
[39 ] وإخباره بالحوادث التي تظهر قبل حدوثها بعهد معهود من النبي صلى الله عليه و آله .
[40 ] ويكون عنده سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وسيفه ذو الفقار ، ويستوي عليه درعه .
[41 ] ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة .
[42 ] وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة .
[43 ] وعنده الجامعة ، وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا ، فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ، إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخطّ أمير المؤمنين عليه السلام .
[44 ] ويكون عنده الجفر الأحمر ، وهو وعاء فيه سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
[45 ] ولن يخرج حتى يخرج قائمنا .
[46 ] والجفر الأبيض ، وهو وعاء فيه توراة موسى عليه السلام ، وإنجيل
عيسى عليه السلام ، وزبور داود عليه السلام ، وكتب اللّه المنزلة .
[47 ] ويكون له إلهام ، وسماع .
ص: 33
[48 ] ونقر في الأسماع ، ونكت في القلوب ، ويسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطشت .
[49 ] وربما تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام .
[50 ] وربما يعاين ويخاطب(1) .
وأئمتنا عليهم السلام خصّوا بالعلوم ، لأنّهم لم يدخلوا مكتبا ، ولا تعلّموا من من معلّم ، ولا تلمّذوا لفقيه ، ولا تلقّنوا من راو ، وقد ظهرت في فرق العالمين منهم العلوم ، ولم يعرف إلاّ منهم ، لأنّهم أخذوا عن النبي صلى الله عليه و آله .
وكذا كان حال جدّهم صلى الله عليه و آله حين علم منشأه بين قريش ، لم يدخل مكتبا ، ولا قرأ على معلم ، ولا استفاد من خبر ، وأتى الناس بالقرآن العظيم بما فيه من أسرار الأنبياء وأخبار المتقدّمين ، فعلم العقلاء أنّ ذلك من عند اللّه - تعالى - ، وليس من تلقاء نفسه .
فأولاده عليهم السلام قوم بنور الخلافة يشرقون ، وبلسان النبوة ينطقون ، وقد جمعوا ما رووا عنهم ، وسمّوا ذلك بالأصول ، سبعمائة أصل ، ويزيد على ذلك ، ويتضمّن علوم الدين والآداب والحكم والمواعظ ، وغير ذلك .
وأمّا من قلّ منهم الروايات مثل الحسن والحسين عليهماالسلام فلقلّة أيامهما ، وأمّا أبو الحسن وأبو محمد عليهماالسلام فقد كانا ممنوعين محبوسين بسر من رأى .
فإذا ثبت علوم هؤلاء التي لم يأخذوها عن رجال العامة ، ولا رأى أحد منهم يختلف إلى متقدّم من أهل العلم ، وأنّ كثيرا من فتاويهم يخالف ما عليه العامة ، ولم يدّع مدّع قطّ أنّهم اختلفوا إلى أحد من مخالفيهم ليتعلّموا منه ، والموافق لهم فمعلوم حاجته إليهم ، دلّ ذلك على أنّ اللّه - تعالى - أفردهم ليكشف عن استحقاقهم الإمامة ، وأنّهم أحقّ بالتقديم
ص: 35
لحاجة الناس إليهم ، وغنائهم عنهم ، وجروا في ذلك مجرى الرسول صلى الله عليه و آله
حين أغناهم اللّه بما علموا علمهم من أخبار سوالف الأمم ، وأحكام شرائع الأنبياء ، من غير أن لقى أحدا من علماء تلك الأديان ، وجعل ذلك إحدى الدلائل على نبوته .
قال اللّه تعالى : « أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى » .
وقال : « قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » .
* * *
قال أبو تمام الطائي :
أما سأل القوم الأولى ملكا يكن
تسدّ به الجلّى ويطّلب(1) الوتر
فلمّا رأوا طالوت عدّوا سناهمعليه وما يغني السناء ولا الفخر
وما ذاك إلاّ أنّهم كرهوا القناوهجر وغى يتلوه من بعده هجر
عمى وارتيابا أوضحت مشكلاتهوقيعة يوم النهر إذ ورد النهر
* * *
ص: 36
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
فرض الإمامة لي من بعد أحمدنا
كالدلو علقت التكريب والوذما(1)
لا في نبوته كانوا ذووا ورعولا رعوا بعده إلاّ ولا ذمما
لو كان لي جابر(2) سرعان أمرهمخليت قومي فكانوا أمّة أمما
* * *
وله عليه السلام :
أنا علي صاحب الصمصامه
وصاحب الحوض لدى القيامه
أخو نبي اللّه ذي العلامه
قد قال إذ عممني العمامه
أنت أخي ومعدن الكرامه
ومن له من بعدي الإمامه
* * *
ص: 37
ص: 38
ص: 40
الاختيار عشرون بمشية اللّه تعالى :
« يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ » .
« يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً » .
« وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ » .
« وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً » .
« تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ » .
« وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ » .
« وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ » .
« وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ » .
« وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ » .
« ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشاءُ » .
و « يَفْعَلُ ما يَشاءُ » .
« وَاللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ » .
« وَلكِنَّ اللّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ » .
« يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ » .
ص: 41
« وَاللّهُ يُؤيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ » .
« وَلكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ » .
«نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ » .
« يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » .
«وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ » .
نظيره :
« اللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ » .
« وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ » .
« أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ » . .الآية .
« فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ » إلى قوله « صادِقِينَ »(1) .
الاختيار في الإمامة مدعاة إلى عدم السلامة .
لو كانت الإمامة إلى الأمّة بطل التوقيف من النبوة .
لو جاز للأمّة نصب إمام صحّ منها وضع أحكام .
ص: 42
مختارنا للهلك ، ومختاره للسلك .
مختارنا للحريق ، ومختاره للرحيق .
مختارنا للسعير ، ومختاره للسرير .
مختارنا للجحيم ، ومختاره للنعيم .
مختارنا للملامة ، ومختاره للكرامة .
مختارنا للتبعيد ، ومختاره للتقريب .
محمد بن سنان عن الصادق عليه السلام في قوله : « يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ » ، قال : اختار محمدا وأهل بيته(1) .
أبو هاشم بإسناده عن الباقر عليه السلام قال : قال اللّه لمحمد صلى الله عليه و آله : إنّي اصطفيتك ، وانتجبت عليا ، وجعلت منكما ذريّة طيبة جعلت لها الخمس(2) .
ابن بطّة في الإبانة بإسناده إلى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وأبو صالح المؤذن في الأربعين ، والسمعاني في الفضائل بإسنادهما عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس ، واللّفظ له ، قال :
ص: 43
لمّا زوج النبي صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام من علي عليه السلام قالت : زوّجتني لعائل لا مال له(1) ، فقال : يا فاطمة ، أما ترضين أنّ اللّه - تعالى - اطلع على أهل الأرض واختار منها رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك(2) .
علي بن الجعد عن شعبة عن حماد بن مسلمة عن أنس قال النبي صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه خلق آدم عليه السلام من طين كيف يشاء .
ثم قال : « وَيَخْتارُ » إنّ اللّه - تعالى - اختارني وأهل بيتي عن جميع الخلق ، فانتجبنا ، فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب عليهماالسلامالوصي .
ثم قال : « ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ » يعني : ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكنّي اختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوة اللّه وخيرته من خلقه .
ثم قال : « سُبْحانَ اللّهِ » يعني : تنزيها للّه « عَمّا يُشْرِكُونَ » به كفّار مكة .
ثم قال : « وَ رَبُّكَ » يا محمد « يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ » من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك ، « وَما يُعْلِنُونَ » بألسنتهم من الحبّ لك ولأهل بيتك(3) .
* * *
ص: 44
قال ابن حماد :
تروم فساد دليل النصوص
ونصرا لإجماع ما قد جمع
ألم يستمع قوله صادقا
غداة الغدير بماذا صدع
ألا إنّ هذا وليّ لكم
أطيعوا فويل لمن لم يطع
وقال له أنت منّي أخي
كهارون من صنوه فاقتنع
وقال له أنت باب إلى
مدينة علمي لمن ينتجع
ويوم براءة نصّ الإله
جلّ عليه فلا تختدع
وسمّاه في الذكر نفس الرسول
في يوم باهل لمّا خشع
ففيم تخيّرتم غير من
تخيّره ربّكم واصطنع
اختار اللّه - تعالى - لموسى عليه السلام قوله « وَأَنَا اخْتَرْتُكَ » ، فصار نجيّا كليما ، « وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا » ، « وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسى تَكْلِيماً » .
« وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا » ، فصار اختياره واقعا على الأفسد دون الأصلح(1) .
* * *
ص: 45
قال الصاحب(1) :
بالنصّ فاعقد إن عقدت دينا(2)
كن باعتقاد الاجتبا رصينا(3)
مكّن لقول إلهنا(4) تمكيناواختار موسى قومه سبعينا
ص: 47
ابن جرير الطبري : لمّا كان النبي صلى الله عليه و آله يعرض نفسه على القبائل جاء إلى بني كلاب ، فقالوا : نبايعك على أن يكون لنا الأمر بعدك ، فقال : الأمر للّه ، فإن شاء كان فيكم ، أو في غيركم .
فمضوا فلم يبايعوه ، وقالوا : لا نضرب لحربك بأسيافنا ، ثم تحكم علينا غيرنا(1) .
الماوردي في اعلام النبوة : أنّه قال عامر بن الطفيل للنبي صلى الله عليه و آله
ص: 48
وقد أراد به غيلة : يا محمد ، ما لي إن أسلمت ؟ فقال صلى الله عليه و آله : لك ما للإسلام ، وعليك ما على الإسلام ، فقال : ألا تجعلني الوالي من بعدك ؟! قال : ليس لك ذلك ولا لقومك ، ولكن لك أعنّة الخيل تغزوا في سبيل اللّه (1) . . القصّة .
* * *
وجملة الأمر أنّ اللّه قدّمه
والأمر للّه ليس الأمر من قبلي
الخير أجمع فيما اختار خالقنا
وفي اختيار سواه اللّوم والشؤم(2)
الوليد بن صبيح قال أبو عبد اللّه عليه السلام : إنّ هذا الأمر لا يدّعيه غير صاحبه إلاّ بتر اللّه عمره(1) .
وقال أبو الحسن الرفا لابن رامين الفقيه : لمّا خرج النبي صلى الله عليه و آله من المدينة ما استخلف عليها أحدا ؟ قال : بلى ، استخلف عليا عليه السلام .
قال : وكيف لم يقل لأهل المدينة اختاروا ، فإنّكم لا تجتمعون على الضلال ؟ قال : خاف عليهم الخلف والفتنة ، قال : فلو وقع بينهم فساد لأصلحه عند عودته ، قال : هذا أوثق .
قال : أفأستخلف أحدا بعد موته ؟ قال : لا ، قال : فموته أعظم من سفره ؟! فكيف أمن على الأمّة بعد موته ما خافه في سفره - وهو حيّ - عليهم ؟ فقطعه .
* * *
قال العبدي :
وقالوا رسول اللّه ما اختار بعده
إماما ولكنّا لأنفسنا اخترنا
أقمنا إماما إن أقام على الهدى
أطعنا وإن ضلّ الهداية قوّمنا
فقلنا إذا أنتم إمام إمامكم
بحمد من الرحمن تهتم ولا تهنا
ص: 50
ولكنّنا اخترنا الذي اختار ربّنا
لنا يوم خمّ ما اعتدينا ولا حلنا
سيجمعنا يوم القيامة ربّنا
فتجزون ما قلتم ونجزى الذي قلنا
هدمتم بأيديكم قواعد دينكم
ودين على غير القواعد لا يبنى
ونحن على نور من اللّه واضح
فيا ربّ زدنا منك نورا وثبتنا
نهج البلاغة : لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس ما إلى ذلك سبيل ، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثم ليس للشاهد أن يرجع ، ولا للغائب أن يختار(1) .
* * *
قال يحيى بن الوزير المغربي :
إذا كان لا يعرف الفاضلين
إلاّ شبيههم في الفضيله
فمن أين للأمّة الاختيار
وما لعقولهم المستحيله(2)
* * *
وقال ابن هاني المغربي(3) :
ص: 51
عجبت لقوم أضلّوا السبيل
وقد بيّن اللّه أين الهدى
فما عرفوا الحقّ لمّا استبان
ولا أبصروا الرشد لما بدا
وما خفي الرشد لكنّما
أضلّ الحلوم اتباع الهوى
* * *
وقال غيره :
نور الهداية لا يخفى على أحد
لولا اتباع الهوى والغي والحسد
قد بين اللّه ما يرضى ويسخطه
منّا وفرق بين الغي والرشد
بأحمد المصطفى الهادي وعترته
من اهتدى بهداهم واستقام هدي
إنّ الإمامة ربّ العرش ينصبها
مثل النبوة لم تنقص ولم تزد
واللّه يختار من يرضاه ليس لنا
نحن اختيار كما قد قال فاقتصد
* * *
ص: 52
سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن قوله : « وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ » قال : كلّ من زعم أنّه إمام وليس بإمام .
قلت : وإن كان علويا فاطميا ؟ قال : وإن كان علويا فاطميا(1) .
أبو خالد القمّاط : أخبر أبا عبد اللّه عليه السلام : أنّ رجلاً قال لي : ما منعك أن تخرج مع زيد ؟ قلت له : إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة فالخارج والداخل موسع لهما(2) .
ص: 53
زرارة بن أعين : قال لي زيد بن علي عليه السلام عند الصادق عليه السلام : ما تقول في رجل من آل محمد صلى الله عليه و آله استنصرك ؟ فقلت : إن كان مفروض الطاعة نصرته ، وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل ، ولي أن لا أفعل .
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام لمّا خرج زيد : أخذته - واللّه - من بين يديه ومن
خلفه ، وما تركت له مخرجا(1) .
أبو مالك الأحمسي : قال زيد بن علي عليهماالسلام لصاحب الطاق : إنّك تزعم أنّ في آل محمد صلى الله عليه و آله إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه ؟ قال : نعم ، وكان
أبوك أحدهم .
قال : ويحك ، فما كان يمنعه من أن يقول لي؟! فواللّه إن كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ، ويتناول المضغة فيبرّدها ، ثم يلقمنيها ، افتراه أنّه كان يشفق عليّ من حرّ الطعام ، ولا يشفق عليّ من حرّ النار ! فيقول لي : إذا أنا متّ فاسمع وأطع لأخيك محمد الباقر ابني ، فإنّه الحجّة عليك ، ولا يدعني أموت ميتة جاهلية ؟!
ص: 54
فقال: كره أن يقول لك فتكفر ، فيجب من اللّه عليك الوعيد ، ولا يكون له فيك شفاعة ، فتركك مرجيا للّه فيك المشيئة ، وله فيك الشفاعة .
ثم قال : أنتم أفضل أم الأنبياء ؟
قال : بل الأنبياء ، قال : يقول يعقوب ليوسف عليهماالسلام « لا تَقْصُصْ رُؤياكَ
عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً » لم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ، ولكن كتمهم ، وكذا أبوك كتمك لأنّه خاف منك على محمد عليه السلام ، إن هو أخبرك بموضعه من قلبه ، وبما خصّه اللّه به ، فتكيد له كيدا ، كما خاف يعقوب على يوسف عليهماالسلام من إخوته(1) .
فبلغ الصادق عليه السلام مقاله ، فقال : واللّه ما خاف غيره .
وقال زيد بن علي عليهماالسلام : ليس الإمام منّا من أرخى عليه ستره ، إنّما الإمام من أشهر سيفه .
فقال له أبو بكر الحضرمي : يا أبا الحسن ، أخبرني عن علي بن أبي طالب عليهماالسلام أكان إماما ، وهو مرخى عليه ستره ، أو لم يكن إماما ، حتى خرج وشهر سيفه ؟
فلم يجبه زيد ، فردّد عليه ذلك ثانيا وثالثا ، كلّ ذلك لا يجيبه بشيء ، فقال أبو بكر : إن كان علي بن أبي طالب عليهماالسلام إماما ، فقد يجوز أن يكون
ص: 55
بعده إمام ، وهو مرخى عليه ستره ، وإن كان علي عليه السلام لم يكن إماما ، وهو مرخى عليه ستره ، فأنت ما جاء بك هاهنا(1) ؟
وسأل زيدي الشيخ المفيد ، وأراد الفتنة ، فقال : بأيّ شيء استجزت إنكار إمامة زيد ؟
فقال : إنّك قد ظننت عليّ ظنّا باطلاً ، وقولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية .
فقال : وما مذهبك فيه ؟
قال : أثبت في إمامته ما ثبتته الزيدية ، وأنفي عنه من ذلك ما تنفيه ، وأقول كان إماما في العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنفي عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنصّ والمعجز ، فهذا ما لا يخالفني عليه أحد(2) .
* * *
قال ابن الحجاج :
أهلاً وسهلاً بالأغرّ ابن الميامين الغرر
أهلاً وسهلاً بابن زمزم والمشاعر والحجر
ص: 56
بابن الذي لولاه ما اقتربت ولا انشق القمر
بابن الذي نزلت عليه المحكمات من السور
بابن الذي هو والنبي محمد خير البشر
ومن استجاز خلاف ذلك أو رواه فقد كفر
* * *
وقال الرضي :
إذا ذكروه للخلافة لم تزل
تطلع من شوق رقاب المنابر
إذا عدّدوا المجد التليد تنحّلوا
علاً تتبرّا من عقود الخناصر
حريّون إلاّ أن تهزّ رماحهم
ضنينون إلاّ بالعلى والمفاخر
* * *
ص: 57
موسى بن عبد اللّه بن حسن بن حسن ، ومعتب ومصادف موليا الصادق عليه السلام في خبر : إنّه لمّا دخل هشام بن الوليد المدينة أتاه بنو العباس ، وشكوا من الصادق عليه السلام أنّه أخذ تركات ماهر الخصي دوننا .
فخطب أبو عبد اللّه عليه السلام ، فكان ممّا قال : إنّ اللّه - تعالى - لمّا بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان أبونا أبو طالب المواسي له بنفسه ، والناصر له ، وأبوكم العباس ، وأبو لهب يكذبانه ، ويؤلّبان عليه شياطين الكفر ، وأبوكم يبغي له الغوائل ، ويقود إليه القبائل في بدر ، وكان في أول رعيلها وصاحب خيلها ورجلها المطعم - يومئذٍ - والناصب الحرب له .
ثم قال : فكان أبوكم طليقنا وعتيقنا ، وأسلم كارها تحت سيوفنا ، لم يهاجر إلى اللّه ورسوله هجرة قطّ ، فقطع اللّه ولايته منّا بقوله : « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ » ، في كلام له .
ثم قال : هذا مولى لنا مات فحزنا تراثه ، إذ كان مولانا ، ولأنّا ولد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأمّنا فاطمة عليهاالسلام أحرزت ميراثه .
ص: 58
واستدلّ الفضل بن شاذان بقوله : « وَأُولُوا الأَْرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ » إذ أوجب اللّه للأقرب برسول اللّه صلى الله عليه و آله الولاية، وحكم بأنّه أولى من غيره ، فإنّ عليا عليه السلام أولى بمقام النبي صلى الله عليه و آله من كلّ أحد ، لأنّ الإمامة فرع الرسالة .
فأمّا العباس ، فإنّ اللّه - تعالى - يذكر الأقرب به دون أن علّقه بوصف ، فقال : « النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ » الآية ، فشرط في الأولى به الإيمان والهجرة ، ولم يكن العباس مهاجرا بالإجماع .
ثم إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان أقرب إلى النبي صلى الله عليه و آله من العباس ، وأولى بمقامه
إن ثبت أنّ المقام موروث ، وذاك أنّ عليا عليه السلام كان ابن عمّه لأبيه وأمّه ، والعباس عمّه لأبيه خاصة ، ومن يقرب بسببين كان أقرب ممّن يقرب بسبب واحد ، ولو لم تكن فاطمة عليهاالسلام موجودة بعد الرسول لكان علي عليه السلام
أحقّ بتركته من العباس، ولو ورث مع الولد غير الأبوين والزوج والزوجة، فكان أمير المؤمنين عليه السلام أحقّ بميراثه مع فاطمة عليهاالسلام من العباس ، لما قدّمت من انتظام القرابة من جهتين ، واختصاص العباس لها من جهة واحدة(1) .
وقال سعيد بن جبير لابن عباس : رجل مات وخلّف عمّه وابنته ؟ قال ابن عباس : المال بينهما نصفان .
ص: 59
قال سعيد : فما بال فاطمة عليهاالسلام أحرزت ميراث النبي صلى الله عليه و آله دون العباس ؟ قال : ما أحرزته دونه ، وقد ورثاه جميعا .
قال : فهل عندك سلاحه ولامته وسيفه وخاتمه وبغلته وقضيبه ، وغير ذلك من تراثه ؟ قال : أمّا هذا فلا .
قال : فما الذي ورث العباس من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟
وسأل المعتصم أحمد بن حنبل : كان أبو بكر أفضل الصحابة أم علي عليه السلام ؟ قال : أبو بكر أفضل الصحابة ، وعلي أفضل أهل البيت عليهم السلام .
قال : أترجّح ابن العمّ على العمّ ؟ قال : إنّ حمزة والعباس قالا ذلك لرسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم أمر بسدّ الأبواب .
وسأل الشيخ المفيد عباسي بمحضر أجلّتهم : من كان الإمام بعد النبي صلى الله عليه و آله ؟ قال : من دعاه العباس أن يمدّ يده لبيعته على حرب من حارب وسلم من سالم .
قال : ومن هذا ؟ قال : علي بن أبي طالب عليهماالسلام حيث قال له العباس في اليوم الذي قبض فيه النبي صلى الله عليه و آله بما اتفق عليه النقل : ابسط يدك يا بن أخي أبايعك ، فيقول الناس : عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بايع ابن عمّه ، فلا يختلف عليك إثنان .
ص: 60
قال : فما كان الجواب من علي عليه السلام ؟ قال : كان الجواب : إنّ النبي صلى الله عليه و آلهعهد إليّ أن لا أدعو أحدا حتى يأتوني ، ولا أجرّد سيفا حتى يبايعوني ، فإنّما أنا كالكعبة أُقصد ولا أقصد ، ومع هذا فلي برسول اللّه صلى الله عليه و آله شغل .
فقال العباسي : كان العباس إذا على خطأ في دعائه إلى البيعة ، قال : لم يخطئ العباس فيما قصد ، لأنّه عمل على الظاهر ، وكان عمل أمير المؤمنين عليه السلام على الباطن ، وكلاهما أصابا الحقّ .
قال : فإن كان علي عليه السلام هو الإمام بعد النبي صلى الله عليه و آله فقد أخطأ الشيخان ومن تبعهما ، قال : فإن استعظمت تخطئة من ذكرت ، فلابد لك من تخطئة علي عليه السلام والعباس من قبل ، إنّهما تأخّرا عن بيعة أبي بكر ، ولم يرضيا بتقدّمه عليهما ، ولا رآهما أبو بكر ولا عمر أهلاً أن يشاركاهما في شيء من أمورهما ، وخاصة ما صنعه عمر يوم الشورى ، لمّا ذكر عليا عابه ، ووصفه بالدعابة تارة ، وبالحرص على الدنيا أخرى ، وأمر بقتله إن خالف عبد الرحمن ، وجعل الحقّ في حيّز عبد الرحمن دونه ، وفضّله عليه ، وذكر من يصلح للإمامة في الشورى ، ومن يصلح للاختيار ، فلم يذكر العباس في أحد الطائفتين ، وقد أخذ من علي عليه السلاموالعباس ، وجميع بني هاشم الخمس ، وجعله في السلاح والكراع ، فإن كنت أيّها الشريف تنشط للطعن على علي عليه السلام والعباس بخلافهما للشيخين ، وتأخرّهما عن بيعتهما ، وترى من العقد ما سنّه الشيخان في التأخير لهما عن شريف المنازل ، والحطّ من أقدارهما ، فصر إلى ذلك ، فإنّه الضلال(1) .
ص: 61
قال أبو طالب المحسن الحسيني النصيبي :
وقد كان في الشورى من القوم ستة
ولم يك للعباس ثم دخول
نفاه أبو حفص ولم يرضه لها
أصاب أم أخطأ أيّ ذاك نقول
وجمع المكتفي بين هارون الشاري وأحمد القرمطي صاحب الدكة ، وقال : تناظرا في الإمامة .
فقال الشاري : من الإمام بعد النبي صلى الله عليه و آله ؟ قال : علي عليه السلام .
قال : بأيّ حجّة ؟ فإن كان بالوراثة فالعباس ، وإن كان بالإجماع فأبو بكر .
فقال القرمطي : أمّا أبو بكر ، ما اختلفوا في نزاعه ، وأنّه بايع بعد عراك ، ولم يبايع هو وأصحابه إلاّ بعد ما خشوا الفتنة ، فأمّا العباس فلا يؤم الطلقاء بالمهاجرين .
فقال الشاري : صدقت إلاّ أنّه أحدث ، ففرّق بينهما إلى محبسهما .
* * *
من ورث المصحف والبغلة
والسيف جميعا والردا
سوى علي المرتضى فطالب
العباس مولاي بذاك وادعى
فاحتكما إلى عتيق فرأى
إنّ الولاء لعلي فقضى
ص: 62
قال اللّه تعالى : « لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ » .
معقل بن يسار : قال النبي صلى الله عليه و آله : رجلان من أمّتي لا تنالهما شفاعتي : إمام ظلوم غشوم ، وغال في الدين مارق منه(1) .
الأصبغ ابن نباتة : قال أمير
المؤمنين عليه السلام : إنّي بريء من الغلاة كبراءة عيسى ابن مريم عليهماالسلام من النصارى ، اللّهم اخذلهم أبدا ولاتنصر منهم أحدا(2) .
الصادق عليه السلام : الغلاة شرّ خلق اللّه ، يصغّرون عظمة اللّه ، ويدّعون
الربوبية لعباد اللّه ، واللّه إنّ الغلاة لشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا(3) .
* * *
للمؤلف :
فلا تدخلن في علا الأنبياء
وفي الأوصياء بجهل غلوا
ولا تنسين الذي قاله
جعلنا لكلّ نبي عدوا
ص: 63
وكان النبي صلى الله عليه و آله قد أخبر بذلك ، روى أحمد بن حنبل في المسند ، وأبو
السعادات في فضائل العشرة : إنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : يا علي ، مثلك في هذه الأمّة كمثل عيسى بن مريم ، أحبّه قوم فأفرطوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه .
قال : فنزل الوحي « وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ »(1) .
أبو سعد الواعظ في شرف النبي صلى الله عليه و آله : لولا أنّي أخاف أن يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالة ، لا تمرّ بملأ من المسلمين إلاّ أخذوا تراب نعليك ، وفضل وضوئك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك(2) . . « الخبر » .
رواه أبو بصير عن الصادق(3) عليه السلام .
* * *
في الألفية :
لولا مخافة مفتر من أمّتي
ما في ابن مريم يفتري النصراني
ص: 64
أظهرت فيك مناقبا في فضلها
قلب الأريب يظلّ كالحيران
ولسارع الأقوام منك لأخذ ما
وطأته منك من الثرى العقيان
متبركين بذاك ترأمة لهم
شمّ المعاطس أيّ ما رئمان(1)
* * *
ولغيره :
فلو أبصر النساك(2) ما تحت ثوبه
لهاموا به من طيبه وتمسّحوا
عبد اللّه بن سنان : إنّ عبد اللّه بن سبأ كان يدّعي النبوة ، ويزعم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو اللّه ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فدعاه وسأله ، فأقرّ بذلك وقال : أنت هو ، فقال له : ويلك ، قد سخر منك الشيطان ، فارجع عن هذا - ثكلتك أمّك - وتب .
فلمّا أبى حبسه واستتابه ثلاثة أيام ، فأحرقه بالنار(1) .
وروي : أنّ سبعين رجلاً من الزطّ أتوه عليه السلام بعد قتال أهل البصرة يدعونه إلها بلسانهم ، وسجدوا له ، قال لهم : ويلكم لا تفعلوا إنّما أنا مخلوق مثلكم .
فأبوا عليه ، فقال : فإن لم ترجعوا عمّا قلتم فيّ ، وتتوبوا إلى اللّه ، لأقتلنّكم .
قال : فأبوا ، فخدّ لهم أخاديد ، وأوقد نارا ، فكان قنبر يحمل الرجل بعد الرجل على منكبه فيقذفه في النار ، ثم قال :
إنّي إذا أبصرت أمرا منكرا
أوقدت نارا ودعوت قنبرا
ثم احتفرت حفرا فحفرا
وقنبر يخطم خطما منكرا(2)
ص: 66
وقال السيد الحميري :
قوم غلوا في علي لا أبا لهم
وجشموا أنفسا في حبّه تعبا
قالوا هو اللّه جلّ اللّه خالقنا
من أن يكون ابن أم أو يكون أبا
فمن أدار أمور الخلق بينهم
إذ كان في المهد أو في البطن محتجبا
ثم أحيى ذلك رجل اسمه محمد بن نصر النميري البصري ، زعم أنّ اللّه - تعالى - لم يظهر إلاّ في هذا العصر ، وأنّه علي عليه السلام وحده ، فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه ، وهم قوم إباحية تركوا العبادات والشرعيات ، واستحلّوا المنهيات والمحرمات .
ومن مقالهم : إنّ اليهود على الحقّ ، ولسنا منهم ، وإنّ النصارى على الحقّ ، ولسنا منهم(1) .
* * *
قال المؤلف :
ذلّ قوم بنصير انتصروا
وعموا في أمرهم ما نظروا
أسرفوا في بغيهم وانهمكوا
ربحوا فيما ترى أم خسروا
فاقْرَأَن في حقّهم ما قاله
كيف يهدي اللّه قوما كفروا
ص: 67
اختلفت الأمّة بعد النبي صلى الله عليه و آله في الإمامة بين النصّ والاختيار ، فصحّ لأهل النصّ من طرق المخالف والمؤالف بأنّ الأئمة إثنا عشر ، ونبغت(1) « السبعية » بعد جعفر الصادق عليه السلام ، وادعوا دعوى فارقوا بها الأمّة بأسرها(2) .
وكان الصادق عليه السلام قد نصّ على ابنه موسى عليه السلام ، وأشهد على ذلك ابنيه إسحاق وعليا ، والمفضل بن عمر ، ومعاذ بن كثير ، وعبد الرحمن بن الحجاج ، والعيص بن المختار ، ويعقوب السراج ، وحمران بن أعين ، وأبا بصير ، وداود الرقي ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد بن سليط ، وسليمان بن خالد ، وصفوان الجمال ، والكتب بذلك شاهدة(3) .
وكان الصادق عليه السلام أخبره بهذه الفتنة بعده ، وأظهر موت إسماعيل وغسله وتجهيزه ودفنه ، وتشيّع في جنازته بلاحذاء(4) ، وأمر بالحجّ عنه بعد وفاته(5) .
ص: 68
أنفذ أبو جعفر الباقر عليه السلام لعكاشة بن محصن الأسدي بصرّة إلى دار ميمون بشراء جارية من صفتها كذا للصادق عليه السلام .
فلمّا أتى النخاس قال : لا أبيعها إلاّ بسبعين ، فجعل يفتح الصرّة ، فقال : لا تفتح لا تكون حبّة أقلّ منه .
فلمّا فتح كان كذلك .
قال : فأورد بالجارية إلى الصادق عليه السلام ، فقال : ما اسمك ؟
قالت : حميدة .
فقال : حميدة في الدنيا ، ومحمودة في الآخرة ، حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الملائكة تحرسها حتى أدّيت إليّ ، كرامة من اللّه لي ، وللحجّة من بعدي .
ثم سألها : أبكر أنت أم ثيب ؟
قالت : بكر .
قال : وأنّى تكونين من أيدي النخاسين ؟!
قالت : لمّا كان همّ بي يأتيه شيخ ، وما زال يلطمه على حرّ وجهه حتى يتركني .
ولمّا اشتراها النخاس رأته إمرأة من أهل الكتاب ، وقالت : سيولد منك أعزّ الخلق على الأرض(1) .
ص: 69
ابن بابويه بالإسناد عن منصور بن حازم قال : كنت جالسا مع أبي عبد اللّه عليه السلام على الباب ، ومعه إسماعيل ، إذ مرّ علينا موسى
عليه السلام ، وهو غلام ، فقال إسماعيل : سبق بالخير ابن الأمة .
ابن بابويه بالإسناد عن الوليد بن صبيح قال : رأيت إسماعيل بن جعفر عليه السلام في قوم يشربون ، فخرجت مغموما ، فجئت الحجر ، فإذا
إسماعيل متعلّق بالبيت يبكي قد بلّ أستار الكعبة بدموعه ، فرجعت أسير ، فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلّها بدموعه .
قال : قال : فذكرت ذلك لأبي عبد اللّه عليه السلام ، فقال : لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثّل في صورته(1) .
وقد روي أنّ الشيطان لا يتمثّل في صورة نبي ، ولا في صورة وصي(2) .
زرارة بن أعين قال : دعى الصادق عليه السلام داود بن كثير الرقي ، وحمران بن
ص: 70
أعين ، وأبا بصير ، ودخل عليه المفضل بن عمر ، وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلاً .
فقال : يا داود ، اكشف عن وجه إسماعيل ، فكشف عن وجهه .
فقال : تأمّله - يا داود - فانظره ، أحيّ هو أم ميت ؟
فقال : بل هو ميت .
فجعل يعرضه على رجل رجل حتى أتى على آخرهم ، فقال عليه السلام : اللّهم
اشهد .
ثم أمر بغسله وتجهيزه ، ثم قال : يا مفضل ، احسر عن وجهه ، فحسر عن وجهه فقال : أحيّ هو أم ميت ؟ انظروه أجمعكم ، فقال : بل هو - يا سيدنا - ميت ، فقال : شهدتم بذلك وتحقّقتموه ؟ قالوا : نعم ، وقد تعجبوا من فعله .
فقال : اللّهم اشهد عليهم .
ثم حمل إلى قبره ، فلمّا وضع في لحده ، قال : يا مفضل ، اكشف عن وجهه ، فكشف .
فقال للجماعة : انظروا أحيّ هو أم ميت ؟ فقالوا : بل ميت ، يا ولي اللّه .
فقال : اللّهم اشهد ، فإنّه سيرتاب المبطلون ، « يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤا نُورَ اللّهِ » ، ثم أومى ء إلى موسى عليه السلام وقال : « وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ » .
ثم حثوا عليه التراب ، ثم أعاد علينا القول ، فقال : الميّت ، المكفّن ، المحنّط ، المدفون في هذا اللحد من هو ؟ قلنا : إسماعيل ولدك .
ص: 71
فقال : اللّهم اشهد .
ثم أخذ بيد موسى عليه السلام فقال : هو حقّ ، والحقّ معه ومنه إلى أن يرث اللّه
الأرض ومن عليها(1) .
عنبسة العباد قال : لمّا توفي إسماعيل بن جعفر ، قال الصادق عليه السلام : أيّها الناس إنّ هذه الدنيا دار فراق ، ودار التواء لا دار استواء ، في كلام له . .
ثم تمثّل بقول أبي خراش :
فلا تحسبن أنّي تناسيت عهده
ولكن صبري يا أميم جميل(2)
كهمس في حديثه : حضرت موت إسماعيل وأبو عبد اللّه عليه السلام جالس
عنده .
ثم قال بعد كلام : كتب على حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلاّ اللّه (3) .
ص: 72
وروي عن الصادق عليه السلام أنّه استدعى بعض شيعته ، وأعطاه دراهم ، وأمره أن يحجّ بها عن ابنه إسماعيل ، وقال له : إنّك إذا حججت عنه لك تسعة أسهم من الثواب ، ولإسماعيل سهم واحد(1) .
* * *
أنشد داود بن القاسم الجعفري :
لمّا انبرى لي سائل لأجيبه
موسى أحقّ بها أم إسماعيل
قلت الدليل معي عليك وما على
ما تدّعيه للإمام دليل
موسى أطيل له البقاء فحازها
إرثا ونصّا والرواة تقول
إنّ الإمام الصادق ابن محمد
عزّي بإسماعيل وهو جديل
وأتى الصلاة عليه يمشي راجلاً
أفجعفر في وقته معزول
* * *
وقال غيره :
سألنا ملحدا إثبات دين
فعاندنا ومجمج(2) في دليله
وأرعد ثم أبرق ثم ولّىوبادر بالمقال إلى خليله
حكمت عليهم بالكفر حقّالقد كفروا وصدّوا عن سبيله
* * *
ص: 73
في حلية الأولياء قال أبو مجلز(1) : قال علي بن أبي طالب عليهماالسلام : عابوا عليّ بحكم الحكمين ، وقد حكم اللّه في طائر حكمين(2) .
إبانة أبي عبد اللّه بن بطّة : ناظر ابن عباس جماعة الحرورية ، فقال : ماذا نقمتم على أمير المؤمنين ؟
قالوا : ثلاثا : أنّه حكم الرجال في دين اللّه فكفر ، وأنّه قاتل ولم يغنم ، ولم يسب ، ومحا اسمه من إمرة المؤمنين .
فقال : إنّ اللّه حكم رجالاً في أمر اللّه مثل قتل صيدٍ ، فقال : « يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ » .
وفي الإصلاح بين الزوجين ، قال : « وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها » .
وأمّا أنّه قاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، أفتسبون أمّكم عائشة ،
ص: 74
ثم تستحلّون منها
ما يستحلّ من غيرها ؟ فلئن فعلتم لقد كفرتم ، وهي أمّكم ، وإن قلتم ليست بأمّنا فقد كذبتم ، لقوله « وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ » .
وأمّا أنّه محا اسمه من إمرة المؤمنين ، لقد سمعتم بأنّ النبي صلى الله عليه و آله أتاه سهيل بن عمرو وأبو سفيان للصلح يوم الحديبية ، فقال اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه . . القصة ، وواللّه لرسول اللّه صلى الله عليه و آله خير من علي عليه السلام ، وما خرج من النبوة بذلك .
فقال بعضهم : هذا من الذين قال اللّه - تعالى - : « بَلْ هُمْ قَوْمٌ
خَصِمُونَ » ، وقال « وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا » احتجاج قريش عليهم .
قال : ورجع منهم خلق كثير(1) .
وناظر عبد اللّه بن أباض هشام بن الحكم قبل الرشيد ، فقال هشام : إنّه لا مسألة للخوارج علينا .
فقال الأباضي : كيف ذاك ؟
قال : لأنّكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله ، والإقامة بإمامته وفضله ، ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه ، فنحن على إجماعنا وشهادتكم لنا ، وخلافكم لنا غير قادح في مذهبنا ، ودعواكم
ص: 75
غير مقبولة علينا ، إذ الاختلاف لا يقابل بالاتفاق ، وشهادة الخصم لخصمه مقبولة ، وشهادته عليه مردودة غير مقبولة .
فقال يحيى بن خالد : قد قربت قطعه ، ولكن جاره(1) شيئا .
فقال هشام : ربما انتهى الكلام إلى حدّ يغمض ويدقّ على الأفهام ، والإنصاف بالواسطة ، والواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي ، وإن كان من أصحابك لم أجبه في الحكم عليّ ، وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا عليّ ولا عليك ، ولكن يكون رجلاً من أصحابي ، ورجلاً من أصحابك ، فينظران فيما بيننا ، قال : نعم .
فقال هشام : لم يبق معه شيء .
ثم قال : إنّ هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين عليه السلامحتى
كان من أمر الحكمين ما كان ، فاكفروه بالتحكيم ، وضلّلوه بذلك ، وهذا الشيخ قد حكم رجلين مختلفين في مذهبهما ، أحدهما يكفره ، والآخر يعدّله ، فإن كان مصيبا في ذلك ، فأمير المؤمنين عليه السلام أولى بالصواب ، وإن كان مخطئا ، فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها ، والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا عليه السلام .
فاستحسن الرشيد ذلك ، وأمر له بجائزة(2) .
ص: 76
قال مؤمن الطاق للضحاك الشاري لمّا خرج من الكوفة محكما، وتسمّى بإمرة المؤمنين : لم تبرأتم من علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، واستحللتم قتاله ؟
قال : لأنّه حكّم في دين اللّه .
قال : وكلّ من حكّم في دين اللّه استحللتم قتله ؟ قال : نعم .
قال : فأخبرني عن الدين الذي جئت به أناظرك عليه لأدخل فيه معك إن علت حجّتك حجّتي ؟
قال : فمن يشهد للمصيب بصوابه ، لابد لنا من عالم يحكم بيننا .
قال : لقد حكمت - يا هذا - في الدين الذي جئت أناظرك فيه ، قال : نعم .
فأقبل الطاقى على أصحابه ، فقال : إنّ هذا صاحبكم قد حكّم في دين اللّه فشأنكم به ، فضربوا الضحاك بأسيافهم(1) .
* * *
وقال القاضي التنوخي في جواب ابن المعتز :
وعبت عليا في الحكومة بينه
وبين ابن حرب في الطغام الأشائب(2)
وقد حكّم المبعوث يوم قريظةولا عيب في فعل الرسول لعايب
ص: 77
وقال ابن العوذي :
وقالوا علي كان في الحكم ظالما
ليكثر بالدعوى عليه التظلّم
وقالوا دماء الناس ظلما أراقها
وقد كان في القتلى برئ ومجرم
* * *
ص: 78
ص: 79
ص: 80
سئل الباقر عليه السلام : لأيّ علّة ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لمّا ولى الناس ؟
فقال : للإقتداء برسول اللّه صلى الله عليه و آله لمّا فتح مكة ، وقد باع عقيل داره ! فقيل : ألا ترجع إلى دارك ؟ فقال : وهل ترك عقيل لنا دارا ، إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئا يؤخذ منّا ظلما(1) .
وفى خبر : لأنّ الظالم والمظلومة قد كانا قدما على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأثاب اللّه المظلومة عليهاالسلام ، وعاقب الظالم(2) .
وقال ضرار لهشام بن الحكم : ألا دعا علي عليه السلام الناس عند وفاة النبي صلى الله عليه و آله إلى الائتمام به إن كان وصيّا ؟
قال : لم يكن واجبا عليه ، لأنّه قد دعاهم إلى موالاته والائتمام به النبي صلى الله عليه و آله يوم الغدير ويوم تبوك وغيرهما ، فلم يقبلوا منه ، ولو كان ذلك جائزا لجاز على آدم عليه السلام أن يدعو إبليس إلى السجود له بعد إذ دعاه ربّه إلى ذلك ، ثم إنّه صبر كما صبر أولوا العزم من الرسل .
ص: 81
وسأل أبو حنيفة الطاقي فقال : لم لم يطلب علي عليه السلام بحقّه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله إن كان له حقّ ؟
قال : خاف أن يقتله الجنّ كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة(1) !
وقيل لعلي بن ميثم : لم قعد عن قتالهم ؟
قال : كما قعد هارون عن السامري ، وقد عبدوا العجل .
قيل : فكان ضعيفا ؟
قال : كان كهارون عليه السلام حيث يقول «ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي » ، وكنوح عليه السلام إذ قال « أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ » ، وكلوط عليه السلام إذ قال : «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ » ، وكموسى وهارون عليهماالسلام إذ قال موسى : « رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاّ نَفْسِي وَأَخِي »(2) .
* * *
وهذا المعنى قد أخذه من قول أمير المؤمنين عليه السلام لمّا اتصل به الخبر أنّه لم ينازع الأولين ، فقال عليه السلام : لي بستة من الأنبياء أسوة :
ص: 82
أوّلهم : خليل الرحمن ، إذ قال « وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ » ، فإن قلتم : إنّه اعتزلهم من غير مكروه ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّه اعتزلهم لمّا رأى المكروه منهم ، فالوصي أعذر .
وبلوط ، إذ قال « لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ » ، فإن قلتم : إنّ لوطا كانت له بهم قوة ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : لم يكن له بهم قوّة ، فالوصي أعذر .
وبيوسف ، إذ قال « رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ » ، فإن قلتم : طالب بالسجن بغير مكروه يسخط اللّه ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّه دعي إلى ما يسخط اللّه ، فالوصي أعذر .
وبموسى ، إذ قال « فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ » ، فإن قلتم : إنّه فرّ من غير خوف فقد كفرتم ، وإن قلتم : فرّ منهم لسوء أرادوه به ، فأوصي أعذر .
وبهارون ، إذ قال لأخيه : « ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا
يَقْتُلُونَنِي » ، فإن قلتم : لم يستضعفوه ، ولم يشرفوا على قتله ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : استضعفوه وأشرفوا على قتله ، فلذلك سكت عنهم ، فالوصي أعذر .
وبمحمد صلى الله عليه و آله ، إذ هرب إلى الغار ، وخلّفني على فراشه ، ووهبت مهجتي للّه ، فإن قلتم : إنّه هرب من غير خوف أخافوه ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّهم أخافوه فلم يسعه إلاّ الهرب إلى الغار ، فالوصي أعذر .
فقال الناس : صدقت يا أمير المؤمنين(1) .
ص: 83
قال العوني :
كم من نبي غدا مستضعفا وله
ربّ السماوات بالأملاك يردفه
للّه في الأرض مكر ليس يأمنه
إلاّ كفور شقي الجدّ مقرفه(1)
* * *
وفي نهج البلاغة : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فظننت بهم عن الموت ، فأغضيت على القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمرّ من طعم العلقم(2) .
وفي الخصال في آداب الملوك أنّه قال عليه السلام : ولي في موسى عليه السلام أسوة ، وفي خليلي قدوة ، وفي كتاب اللّه عبرة ، وفيما أودعني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبرهان ، وفيما عرفت تبصرة ، إن تكذّبوني فقد كذّبوا الحقّ من قبلي ، وإن ابتلى به ، فتلك سيرتي المحجّة البيضاء ، والسبيل المفضية لمن لزمها من النجاة ، لم أزل عليها ، لا ناكلاً ولا مبدّلاً ، لن أضيع بين كتاب اللّه وعهد ابن عمّي به . . في كلام له .
ثم قال :
لن أطلب العذر في قومي وقد جهلوا
فرض الكتاب ونالوا كلّما حرما
« حبل الإمامة لي من بعد أحمدنا »
الأبيات ...
ص: 84
ومن كلام له عليه السلام رواه محمد بن سلام : فنزل بي من وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آلهما لم تكن الجبال لو حمّلته لحملته ، ورأيت أهل بيته بين جازع لا يملك جزعه ، ولا يضبط نفسه ، ولا يقوى على حمل ما نزل به ، قد أذهب الجزع صبره ، وأذهل عقله ، وحال بينه وبين الفهم والإفهام ، وبين القول والإستماع .
ثم قال بعد كلام : وحملت نفسي على الصبر عند وفاته ، ولزمت الصمت ، والأخذ فيما أمرني به من تجهيزه(1) . . الخبر .
قوله - تعالى - « فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ » كان قتل واحدا على وجه الدفع ، فأصبح في المدينة خائفا « فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً » ، « فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ » ، « رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ » ، «رَبِّ إِنِّي أَخافُ » ، فكيف لا يخاف علي عليه السلام ، وقد وترهم بالنهب ، وأفناهم بالحصيد ، واستأسرهم ، فلم يدع قبيلة من أعلاها إلى أدناها إلاّ وقد قتل صناديدهم .
* * *
قال مهيار :
تركت أمرا ولو طالبته لدرت
معاطس راغمته كيف تجتدع
صبرت تحفظ أمر اللّه ما اطرحوا
ذبّا عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا
ليشرقن بحلو اليوم مرّ غد
إذا حصدت لهم في الحشر ما زرعوا
ص: 85
قيل لأمير المؤمنين عليه السلام في جلوسه عنهم ، قال : إنّي ذكرت قول النبي صلى الله عليه و آله : إنّ القوم نقضوا أمرك ، واستبدّوا بها دونك ، وعصوني فيك ، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر ، فإنّهم سيغدرون بك(1) ، وأنت تعيش على ملّتي ، وتقتل على سنّتي ، من أحبّك أحبّني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإنّ هذه ستخضب من هذا(2) .
* * *
وسئل الصادق عليه السلام : ما منع عليا عليه السلام أن يدفع أو يمتنع ؟
فقال : منع عليا عليه السلام من ذلك آية من كتاب اللّه تعالى : « لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً » أنّه كان للّه ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كفار ومنافقين ، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل حتى تخرج الودائع ، فإذا خرج ظهر على من ظهر وقتله(3) .
* * *
قال ابن حماد :
أغرّك إمهال الإمام لمن بغى
عليه ومن شأن الإمام الرضى المهل
ولو شاء إرسال العذاب إليهم
لما صدّه عن ذاك خيل ولا رجل
ص: 86
ولكنّه أبقى عليهم لعترة
ولو هلك الآباء لانقطع النسل
* * *
زرارة بن أعين قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما منع أمير
المؤمنين عليه السلام أن يدعو الناس إلى نفسه ، ويجرّد في عدوه سيفه ؟
فقال : لخوف أن يرتدوا فلا يشهدوا أنّ محمدا صلى الله عليه و آله رسول اللّه (1) .
* * *
قال الناشي :
إنّ الذي قبل الوصية ما أتى
غير الذي يرضي الإله وما اغتدى
أصلحت حال الدين بالأمر الذي
أضحى لحالك في الرياسة مفسدا
وعلمت أنّك إن أردت قتالهم
ولّوا عن الإسلام خوفك شردا
فجمعت شملهم بترك خلافهم
وإن اغتديت من الخلافة مبعدا
لتتمّ دينا قد أمرت بحفظه
وجمعت شملاً كاد أن يتبدّدا
ص: 87
وسأل صدقة بن مسلم عمر بن قيس الماصر عن جلوس علي عليه السلام في الدار ؟
فقال : إنّ عليا عليه السلام في هذه الأمّة كان فريضة من فرائض اللّه ، أدّاها نبي اللّه إلى قومه ، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، وليس على الفرائض أن تدعوهم إلى شيء ، إنّما عليهم أن يجيبوا الفرائض .
وكان علي عليه السلام أعذر من هارون لمّا ذهب موسى عليه السلام إلى الميقات ، فقال لهارون « اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ » ، فجعله رقيبا عليهم .
وإنّ نبي اللّه صلى الله عليه و آله نصب عليا عليه السلام لهذه الأمّة علما ، ودعاهم إليه ، فعلي عليه السلام في عذر ممّا جلس في بيته(1) ، وهم في حرج حتى يخرجوه ، فيضعوه في الموضع الذي وضعه فيه رسول اللّه (2) صلى الله عليه و آله، فاستحسن منه جعفر الصادق عليه السلام.
* * *
قال العوني :
تقول لِم لَم يقاتلهم هناك على
حقّ ليدفع عنه الضيم مرهفه
أم كيف أمهل من لو سلّ صارمه
في وجهه لرأيت الطير يخطفه
فقلت من ثبتت في العقل حكمته
فلا اعتراض عليه حين ينصفه
ص: 88
لِم عمّر اللّه إبليسا وسلّطه
على ابن آدم في الآفات يقرفه
لِم يمهل اللّه فرعونا يقول لهم
إنّي أنا اللّه محي الخلق متلفه
في مجلس لو أراد اللّه كان به
وبالأولى نصروه كان يخسفه
أملى لهم فتمادوا في غوايتهم
إنّ الغوي كذا الدنيا تسوّفه
وهل خلا حجّة للّه ويحك من
جبّار سوء على البأساء يعطفه
ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام وقد سئل عن أمرهما :
وكنت كرجل له على الناس حقّ ، فإن عجّلوا له ماله أخذه وحمدهم ، وإن أخّروه أخذه غير محمودين ، وكنت كرجل يأخذ بالسهولة ، وهو عند الناس محزون(1) ، وإنّما يعرف(2) الهدى بقلّة من يأخذه من الناس ، فإذا سكت فاعفوني(3) .
وقال عليه السلام لعبد الرحمن بن عوف يوم الشورى : إنّ لنا حقّا إن أعطيناه أخذناه ، وإن منعناه ركبنا أعجاز الإبل ، وإن طال "بنا" السرى(4) .
ص: 89
وسئل متكلّم : لِم لَم يقاتل الأولين على حقّه وقاتل الآخرين ؟
فقال : لِم لَم يقاتل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على إبلاغ الرسالة في حال الغار ومدّة الشعب ، وقاتل بعدهما ؟
وقال أبان بن تغلب لعبد اللّه بن شريك : لمّا هزمهم أمير المؤمنين عليه السلام
يوم الجمل قال : لا تتبعوا مدبرا ، ولا تجهزوا على جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، فلمّا كان يوم صفين قتل المدبر ، وأجهز على الجريح ، هذه سيرتان مختلفتان ؟
فقال : إنّ أهل الجمل قتلوا طلحة والزبير ، وإنّ معاوية كان قائما بعينه ، وهو قائدهم(1) .
أبو بكر الحضرمي : قال الصادق عليه السلام : لسيرة علي بن أبي طالب عليهماالسلام في أهل البصرة كان خيرا لشيعته ممّا طلعت عليه الشمس ، إنّه علم أنّ للقوم دولة ، فلو سباهم سبيت شيعته(2) .
ص: 90
وقال بعض النواصب لصاحب الطاق : كان علي عليه السلام يسلّم على الشيخين بإمرة المؤمنين ، أفصدق أم كذب ؟
قال : أخبرني أنت عن الملكين اللذين دخلا على داود ، فقال أحدهما : « إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ » كذب أم صدق ؟
فانقطع الناصبي .
ثم قال : وإن كان قاله ، فهو كقول إبراهيم عليه السلام « إِنِّي سَقِيمٌ » ، وكقوله « بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ » ، وكقول يوسف عليه السلام « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ » .
وقال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم : الدليل على صحّة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا وقلّتكم ، مع كثرة أولاد علي عليه السلام وادعائهم !
فقال هشام : لست إيانا أردت بهذا القول ، إنّما أردت الطعن على نوح عليه السلام حيث لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم إلى النجاة ليلاً ونهارا ، وما آمن معه إلاّ قليل .
وقال أمير
المؤمنين : سرت في أهل البصرة بسيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أهل مكة(1) .
ص: 92
وأشار على الشيخين ؟ وقعد في الشورى ؟ زوّج عمر ابنته ؟ ]
وقيل لعلي بن ميثم : لم صلّى علي خلف القوم ؟
قال : جعلهم بمنزلة السواري .
* * *
قيل : فلم ضرب الوليد بن عقبة بين يدي عثمان ؟
قال : لأنّ الحدّ له وإليه ، فإذا أمكنه إقامته أقامه بكلّ حيلة .
* * *
قيل : فلم أشار على أبى بكر وعمر ؟
قال : طلبا منه أن يحيي أحكام اللّه ، وأن يكون دينه القيم ، كما أشار يوسف عليه السلام على ملك مصر نظرا منه للخلق ، ولأنّ الأرض والحكم فيها إليه ، فإذا أمكنه أن يظهر مصالح الخلق فعل ، وإن لم يمكنه ذلك بنفسه توصّل إليه على يدي من يمكنه طلبا منه لإحياء أمر اللّه .
* * *
قيل : لم قعد في الشورى ؟
قال : اقتدارا منه على الحجّة ، وعلما بأنّهم إن ناظروه وأنصفوه كان هو الغالب ، ومن كان له دعوى فدعى إلى أن يناظر عليه ، فإن ثبتت له الحجّة أعطته ، فإن لم يفعل بطل حقّه ، وأدخل بذلك الشبهة على الخلق ، وقد قال عليه السلام يومئذٍ : اليوم أدخلت في باب إذا أنصفت فيه وصلت إلى حقّي - يعني أنّ الأول استبد بها يوم السقيفة ولم يشاوره - .
ص: 93
قيل : فلم زوج عمر ابنته ؟
قال(1) : لإظهاره الشهادتين ، واقراره بفضل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وإرادته استصلاحه ، وكفّه عنه ، وقد عرض نبي اللّه لوط عليه السلام بناته على قومه - وهم كفّار - ليردّهم عن ضلالتهم ، فقال : « هؤلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ »(2) ، ووجدنا آسية بنت مزاحم تحت فرعون .
ونكح سبيهم ؟ وحكم في مجالسهم ؟ ]
وسئل الشيخ المفيد : لم أخذ عطاءهم ؟ وصلّى خلفهم ؟ ونكح سبيهم ؟ وحكم في مجالسهم ؟
فقال : أمّا أخذه العطاء فأخذ بعض حقّه .
وأمّا الصلاة خلفهم ، فهو الإمام من تقدّم بين يديه فصلاته فاسدة ، على أنّ كلاً مؤد حقّه .
وأمّا نكاحه من سبيهم :
فمن طريق الممانعة : إنّ الشيعة روت أنّ الحنفية زوجها أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن مسلم الحنفي ، واستدلّوا على ذلك بأنّ عمر بن الخطاب لمّا ردّ من كان أبو بكر سباه لم يرد الحنفية ، فلو كانت من السبي لردّها .
ص: 94
ومن طريق المتابعة : أنّه لو نكح من سبيهم لم يكن لكم ما أردتم ، لأنّ الذين سباهم أبو بكر كانوا عندكم قادحين في نبوة رسول اللّه صلى الله عليه و آله كفارا ، فنكاحهم حلال لكلّ أحد ، ولو كان الذين سباهم يزيد وزياد ، وإنّما كان يسوغ لكم ما ذكرتموه إذا كان الذين سباهم قادحين في إمامته ، ثم نكح أمير المؤمنين عليه السلام .
وأمّا حكمه في مجالسهم ، فإنّه لو قدر أن لا يدعهم يحكمون حكما لفعل ، إذ الحكم إليه وله دونهم(1) .
وفي كتاب الكرّ والفرّ : قالوا : وجدنا عليا عليه السلام يأخذ عطاء الأول ، ولا يأخذ عطاء ظالم إلاّ ظالم ؟
قلنا : فقد وجدنا دانيال يأخذ عطاء بختنصر .
وقالوا : قد صحّ إنّ عليا عليه السلام لم يبايع ثم بايع ، ففي أيّهما أصاب أخطأ في الأُخرى ؟
قلنا : وقد صحّ إنّ النبي صلى الله عليه و آله لم يدع في حال ، ودعا في حال ، ولم يقاتل ، ثم قاتل(2) .
ص: 95
وقال رجل للمرتضى : أيّ خليفة قاتل ولم يسب ، ولم يغنم ؟
فقال : ارتد علاثة في أيام أبي بكر ، فقتلوه ، ولم يعرض أبو بكر لماله .
وروي مثل ذلك لمرتد قتل في أيام عمر ، فلم يعرض لماله ، وقتل علي مسورة العجلي ، ولم يعرض لماله ، فالقتل ليس بامارة على تناول المال(1) .
وقال رجل لشريك : أليس قول علي عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام يوم الجمل : يا بني ، يودّ أبوك أنّه مات قبل هذا اليوم بثلاثين سنة ، يدلّ على أنّ في الأمر شيئا ؟
فقال شريك : ليس كلّ حقّ يشتهى أن يتعب فيه ، قد قالت مريم في حقّ لا يشكّ فيه « يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا »(2) .
ولمّا قيل لأمير المؤمنين عليه السلام في الحكمين : شككت ؟
ص: 96
قال : أنا أولى بأن لا أشكّ في ديني أم النبي صلى الله عليه و آله ، وما قال اللّه - تعالى - لرسوله صلى الله عليه و آله « قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ »(1) .
وسأل هشام بن الحكم جماعة من المتكلّمين ، فقال : أخبروني حين بعث اللّه محمدا صلى الله عليه و آله بعثه بنعمة تامة أو بنعمة ناقصة ؟
قالوا : بنعمة تامة .
قال : فأيّما أتمّ ، أن يكون في أهل بيت واحد نبوة وخلافة ، أو يكون نبوة بلا خلافة ؟
قالوا : بل يكون نبوة وخلافة .
قال : فلماذا جعلتموها في غيرها ، فإذا صارت في بني هاشم ضربتم وجوههم بالسيوف ، فأفحموا .
* * *
قال الصاحب :
من كالوصي علي عند سابقة
والقوم ما بين تضليل وتسفيه
من كالوصي علي عند مشكلة
وعنده البحر قد فاضت نواحيه
ص: 97
من كالوصي علي عند مخمصة
قد جاد بالقوت إيثارا لعافيه
يا يوم بدر تجشم ذكر موقعة
فاللوح يحفظه والوحي يمليه
وأنت يا أحد هل في الورى أحد
يطيق جحدا لما قد قلته فيه
براءة استرسلي في القوم وانبسطي
فقد لبست جمالاً من توليه
* * *
ص: 98
ص: 99
ص: 100
ص: 101
ص: 102
نسب إلى علم الهدى رحمه اللّه :
الحمد للّه بارئ النسم
مقدّر الرزق قاسم القسم
الواحد الماجد المفيض على
عباده من سوابغ النعم
ربّ توالت فنون نعمته
كما توالت هواطل الديم
نحمده شاكرين أنعمه
حيث هدانا لدينه القيم
وأرسل المرسلين قاطبة
بكتبه حجّة على الأمم
وابتعث المصطفى وفضّله
بأفضل الكتب أشرف الكلم
محمد خير من سعى ودعا
وحجّ بيتا بكعبة الحرم
صلّى عليه الإله ما زهرت
شوابك النجم في دجى الظلم
ثم علي المرتضى وزوجته
وابنيه ثم الإمام ذي الحرم
ثم على باقر وجعفر والكاظم
ثم الرضا ذوي الهمم
ثم ابنه والنقي والحسن
المسموم ثم الإمام ذي العلم
القائم العادل المجدّد دين
المصطفى الحبر سيد النسم
من يملأ الأرض بعد ما ملئت
بالجور والعدل خير مقتسم
هم عصمتي في الورى لأنّهم
خير قرين وخير معتصم
سهّل ويسّر لنا لقاءهم
في جنة الخلد بارئ النسم
واغفر لنا سيئاتنا وقنا
هول عذاب الجحيم والألم
ص: 103
ولعلي بن الهيصم :
الحمد للّه ذي الأفضال والكرم
ربّ البرايا وليّ الطول والنعم
أبدا صنائعه من غيب قدرته
تزهو بدائعها كالروض في الديم
يجري ممالكه سلطان حكمته
ما شاء يخرجه خلقا من العدم
انظر إلى القبة الخضراء عالية
قد زانها الأنجم الزهراء في الظلم
وانظر إلى الأرض فوق الماء طافية
محفوظة بالرواسي الشمّ والأمم
أما ترى شخصك الميمون أبدعه
من نطفة مكنت في ظلمة الرحم
نفسا عجيبا بلا عيب تعاوره
قدّا جميلاً مكين الساق والقدم
فالوجه والعين والأذنان ظاهرة
والقلب والروح والأحشاء في ظلم
فيها دمى حليف العقل مدكر
هذا لحيم أليف النطق والكلم
ص: 104
هذا مرتب أفعال ميسرة
هذا مفتح مخزون ومن كتم
هذا بعرفان محض القول في شرف
هذا بتوحيد ربّ العرش في نعم
سبحان منشئها سبحان مبدعها
أعجب بصنعه في كلّ ذي رقم
اختار من خلقه من شاء مغتنيا
حتى تعالى رفيع الشأن والعلم
واختار منهم رسول اللّه سيدنا
محمدا أفضل الأحياء والنسم
جلّت مناصبه عزّت مناسبه
فاحت أطايبه في الحلّ والحرم
صلّى عليه إله الخلق متصلاً
ما انهل وبل على القيعان(1) والأكم
ثم الصلاة على من بعده خلف
عنه الخليفة حقّا كاسر الصنم
أخو الرسول أميرالمؤمنين وليّ
اللّه خير عباد اللّه كلّهم
ص: 105
ثم الصلاة على نجل له فطن
أعني به الحسن المختار ذي الهمم
ثم الصلاة على نجل له ندس(1)
أعني الحسين كريم الخيم والشيم
ثم الصلاة على زين العباد رضا
أعني عليا علي الفضل والخيم
ثم الصلاة على المعصوم باقرنا
محمد بن علي سيد الأمم
ثم الصلاة على المأمول جعفرنا
الصادق الطاهر الخالي من التهم
ثم الصلاة على المنصوص كاظمنا
الكاظم الغيظ غيظ الخيل والخدم
ثم الصلاة على المظلوم سيدنا
علي بن موسى الرضا المحفاظ للذمم
ثم الصلاة على الصدر التقي ند
محمد بن علي عالم فهم
ثم الصلاة على البدر النقي به
نجل التقي إمام الخلق محتشم
ص: 106
ثم الصلاة على معصومنا الحسن
الزكي وافى الذمام الطاهر الحرم
ثم الصلاة على المهدي قائمنا
م ح م د بن الحسن الكشاف للغمم
عليهم صلوات اللّه زاكية
ما دامت المسكة الذفراء في اللمم
ولغيره خطبة :
الحمد للّه خالق السماوات والأرض ، وجعلها أطباقا ، بعضها فوق بعض ، خالق الرفع والخفض ، والإبرام والنقض ، المنزّه عن الطول والعرض ، « نُورُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ » .
خالق المساء والصباح، فالق الإصباح ، منشر الرياح ، باعث الأرواح، أهل الجود والسماح ، « مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ » .
مخرج البيض من الدجاجه ، ومنزل الماء من المزن ، بعضها عذب وبعضها أجاجه ، وصف في قلوب المؤمنين سراجه ، فقال « الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ » .
ربّ العالمين ، عليم علي ، وفيما وعد للمؤمنين وفي ، ضرب لنا مثلاً ، ومثله سني ، فقال « كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ » .
ص: 107
يعطي الجزيل من الثواب غير ممنونة ، وأنزل التوراة والإنجيل في صحف مكنونة ، وأنزل القرآن في أوقات ميمونة ، « يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ » .
لا جوهرية ولا عرضية ، ولا سمائية ولا أرضية ، لا فوقية ولا تحتية ، « لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ » .
فمن عرفه لم يلحقه إثم ولا عار ، ومن جحد صار إلى النار ، ومن هرب من عذابه لا تنجيه دار ولا غار ، وهو اللّه الواحد القهار ، النافع الضار ، « يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ » .
ومن جماله سرور في سرور ، ومن كماله حبور في حبور ، وفي جنانه قصور في قصور ، وفي كتابه « نُورٌ عَلى نُورٍ » .
إله العزّة والبهاء ، والقدرة والسناء ، « يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » .
فمن عرفه رفع عنه العقوبة والبأس ، والقنوط واليأس ، « وَيَضْرِبُ
اللّهُ الأَْمْثالَ لِلنّاسِ » .
وهو الملك القديم ، الرحمن الرحيم ، وهو « بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » .
ص: 108
ص: 109
ص: 110
تظاهرت الروايات عن النبي صلى الله عليه و آله في قوله : « اللّهُ نُورُ السَّماواتِ » ، أنّه قال :
يا علي ، النور اسمي .
والمشكاة أنت يا علي .
« الْمِصْباحُ » الحسن والحسين عليهماالسلام .
« الزُّجاجَةُ » علي بن الحسين عليهماالسلام .
« كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ » محمد بن علي عليهماالسلام .
« يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ » جعفر بن محمد عليهماالسلام .
« مُبارَكَةٍ » موسى بن جعفر عليهماالسلام .
« زَيْتُونَةٍ » علي بن موسى عليهماالسلام .
« لا شَرْقِيَّةٍ محمد بن علي عليهماالسلام .
« وَلا غَرْبِيَّةٍ » علي بن محمد عليهماالسلام .
« يَكادُ زَيْتُها » الحسن بن علي عليهماالسلام .
« يُضِيءُ » القائم المهدي عليه السلام .
* * *
ص: 111
كتاب التوحيد عن ابن بابويه بإسناده عن الباقر عليه السلام في قوله : « كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ » قال : نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه و آله ، « الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ » صدر علي عليه السلام صار علم النبي صلى الله عليه و آله إلى صدر علي عليه السلام ، علّم النبي صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام ، « يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » نور العلم ، « لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ » لا يهودية ولا نصرانية ، « يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ »قال : يكاد العالم من آل محمد صلى الله عليه و آله يتكلّم بالعلم قبل أن يسأل ، « نُورٌ عَلى نُورٍ » أي إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمد صلى الله عليه و آله ، وذاك من لدن آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة .
فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم اللّه خلفاءه في أرضه ، وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم(1) .
* * *
وقالوا : الشجرة الرضوان ، والبيعة للنبي صلى الله عليه و آله وللصحابة « لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤمِنِينَ » ، وشجرة النور والمباركة ، وهي الأئمة الإثنى عشر « يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ » .
« وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ » بنو أمية ، عن الباقر وابن المسيب « وَما جَعَلْنَا
الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً »(2) الآية .
ص: 112
قال الحميري :
غرست نخيل من سلالة آدم
شرفا فطاب بفخر طيب المولد
زيتونة طلعت فلا شرقية
تلقى ولا غربية في المحتد(1)
مازال يشرق نورها من زيتهافوق السهول وفوق صمّ الجلمد(2)
وسراجها الوهّاج أحمد والذييهدى إلى نهج الطريق الأزهد
* * *
وقال الزاهي(3) :
فهم في الكتاب زيتونة النور
وفيها من غير نار وقود
وهم النخل باسقات كما قال
سوار لهن طلع نضيد
وبأسمائهم إذا ذكر اللّه
بأسمائه اقتران وكيد
ص: 113
جابر الجعفي عنه عليه السلام في تفسير قوله « وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ » ، يا جابر « وَالْفَجْرِ » جدّي ، « وَلَيالٍ عَشْرٍ » عشرة أئمة ، « وَالشَّفْعِ »
أمير المؤمنين عليه السلام« وَالْوَتْرِ » اسم القائم عليه السلام .
* * *
قال ابن الحجاج :
أقسمت بالشفع والوتر
والنجم والليل إذا يسري
إنّي إمرؤ قد ضقت ذرعا بما
أطوي من الهمّ على صدري
* * *
وقال الحميري :
الفجرفجرالصبح والشعر عشر
الفجر والشفع النجيان
محمد وابن أبي طالب
والوتر ربّ العزّة الثاني
مقاتل فسّر هذا كذى
تفسير ذي صدق وإيمان
أعني ابن عباس وكان إمرءا
صاحب تفسير وتبيان
الرضا في تفسير قوله « اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ » قال : هدى من في السماوات ، وهدى من في الأرض(1) .
ص: 114
وفى رواية : هاد لأهل السماوات ، وهاد لأهل الأرض(1) .
الصادق عليه السلام : هو مثل ضربه اللّه لنا(2) .
ويقال : أي مزيّنهما(3) .
وذكر صاحب مصباح الواعظ : إنّ اللّه - تعالى - زيّن كلّ شيء بإثني عشر شيئا :
السماء بالبروج « وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا » .
والسنة بالشهور «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ » .
والبحار بالجزائر ، وهي إثنا عشر .
والأرض بمكان الأئمة من أولاد علي وفاطمة عليهم السلام ، للحديث المروي عن زيد الرقاشي عن أنس قال : قال صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله صلاة الفجر ، ولمّا انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم ، فقال : معاشر الناس من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين .
فسئل عن ذلك فقال : أنا الشمس ، وعلي القمر ، وفاطمة الزهرة ، والحسن والحسين الفرقدان(4) . ذكره النطنزي في الخصائص .
ص: 115
وفي رواياتنا روى القاسم عن سلمان الفارسي : فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة(1) .
ثم قال : وأمّا النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين عليهم السلام ، والتاسع مهديهم(2) . . الخبر .
وقد سمّى اللّه - تعالى - إثنى عشر شيئا نورا :
نفسه « اللّهُ نُورُ السَّماواتِ » .
ونبيّه « قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللّهِ نُورٌ » .
ووليّه « نُورٌ عَلى نُورٍ » .
والأئمة الإثني عشر « يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤا نُورَ اللّهِ » .
والإيمان « مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ » .
والنهار « وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ » .
والقمر « وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً » .
والسعادة « يَسْعى نُورُهُمْ » .
والنار « مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي » .
والطاعة « لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ » .
ص: 116
والتوراة « إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ » .
والقرآن « وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي » .
والعدل « وَأَشْرَقَتِ الأَْرْضُ بِنُورِ رَبِّها » .
جابر الجعفي في تفسيره عن جابر الأنصاري ، قال : سألت النبي صلى الله عليه و آله عن قوله : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ » عرفنا اللّه ورسوله ، فمن « أُولِي الأَْمْرِ » ؟
قال : هم خلفائي - يا جابر - وأئمة المسلمين من بعدي ، أوّلهم علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، ثم الحسن عليه السلام ، ثم الحسين عليه السلام ، ثم علي بن الحسين عليهماالسلام ، ثم
محمد بن علي عليهماالسلام ، المعروف في التوراة ب-« الباقر » ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، ثم موسى بن جعفر عليهماالسلام ، ثم علي بن موسى عليهماالسلام ، ثم محمد بن علي عليهماالسلام ، ثم علي بن محمد عليهماالسلام ، ثم الحسن بن علي عليهماالسلام ، ثم سمّيي وكنيي ، حجّة اللّه في أرضه ، وبقيته في عباده ، ابن الحسن بن علي عليهم السلام ، الذي يفتح اللّه على يده مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه بالإيمان(1) .
ص: 117
أبو بصير عن الباقر عليه السلام في هذه الآية ، قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهماالسلام إلى أن تقوم الساعة(1) .
* * *
قال العوني :
نصّ على ستّ وستّ بعده
كلّ إمام راشد برهانه
صلّى عليه ذوالعلى ولم يزل
يغشاه منه أبدا رضوانه
جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر في خبر طويل في قوله « فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ » الآية .
فقال : إنّ قوم موسى عليه السلام لمّا شكوا إليه الجدب والعطش استسقوا موسى عليه السلام ، فاستسقى لهم ، فسمعت ما قال اللّه له .
ومثل ذلك جاء المؤمنون إلى جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله قالوا : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، تعرّفنا من الأئمة بعدك ؟
فقال . . وساق الحديث إلى قوله : فإنّك إذا زوّجت عليا عليه السلام من فاطمة عليهاالسلام خلّفت منها أحد عشر إماما من صلب علي عليه السلام يكونون مع
ص: 118
علي عليه السلام إثنا عشر إماما ، كلّهم هداة لأمّتك ، يهتدون بهم ، كلّ أمّة بإمام منهم ، ويعلمون كما علم قوم موسى عليه السلام شربهم(1) .
قوله « وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ » « وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ » « وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً » .
الصادق عليه السلام قال النبي صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه - تعالى - أخذ ميثاقي وميثاق إثني عشر إماما بعدي ، وهم حجج اللّه علي خلقه ، الثاني عشر منهم القائم عليه السلام ، الذي يملأ به الأرض قسطا وعدلاً ، كما ملئت ظلما وجورا .
قيس بن أبي حازم عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قوله : « أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ » أنا ، « وَالصِّدِّيقِينَ » علي ، « وَالشُّهَداءِ » الحسن والحسين ، « وَالصّالِحِينَ » حمزة ، « وَحَسُنَ أُولئِكَ
رَفِيقاً »الأئمة الإثنا عشر بعدي(2) .
ص: 119
الباقر عليه السلام في قوله « وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ(1) . . » المراد بالأنبياء
المصطفى صلى الله عليه و آله ، وبالصديقين المرتضى عليه السلام ، وبالشهداء الحسن والحسين عليهماالسلام ، وبالصادقين من أولاد الحسين عليهم السلام ، « وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً » المهدي(2) .
كتاب النبوة عن ابن بابويه بإسناده عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق عليه السلام عن قوله « وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ » ما هذه الكلمات ؟
قال : التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إلاّ تبت عليّ ، « فَتابَ »
اللّه « عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ » .
فقلت : ما يعني بقوله « فَأَتَمَّهُنَّ » ؟ قال : أتمّهن إلى القائم إثني عشر إماما(3) .
الباقر والصادق عليهماالسلام في قوله «وَالشَّمْسِ وَضُحاها » قالا : هو رسول اللّه صلى الله عليه و آله «وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها » علي بن أبي طالب عليهماالسلام «وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها » الحسن والحسين وآل محمد عليهم السلام .
ص: 120
قالا عليهماالسلام : «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها » عتيق وابن صهاك وبنو أمية ، ومن تولاّهما(1) .
الكافي : قال الصادق عليه السلام : الشمس رسول اللّه صلى الله عليه و آله به أوضح اللّه - عزّ وجلّ - للناس دينهم ، «وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها » ذاك أمير المؤمنين عليه السلام
تلا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ونقبه بالعلم نقبا(2) .
«وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها » ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون الرسول صلى الله عليه و آله ، وجلسوا مجلسا كان الرسول صلى الله عليه و آله أولى به منهم ، فغشوا دين اللّه بالظلم والجور ، فحكى اللّه فعلهم ، فقال « وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها » .
« وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها » ذاك الإمام من ذرية فاطمة عليهاالسلام ، يسأل عن دين رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فحكى اللّه - عزّ وجلّ - قوله ، فقال : « وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها »(3).
كتاب كشف الحيرة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنشدكم باللّه ، أتعلمون أنّ اللّه أنزل في سورة الحجّ « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ » . . السورة .
ص: 121
فقام سلمان فقال : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد ، وهم الشهداء على الناس ، الذين اجتباهم اللّه ، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم ؟
قال النبي صلى الله عليه و آله : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلاً خاصة دون هذه الأمّة .
قال سلمان : بيّنهم لنا يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟
قال صلى الله عليه و آله : أنا وأخي علي ، وأحد عشر من ولدي !
قالوا : اللّهم نعم(1) . . الخبر .
جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر عليه السلام في قوله « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ » الآية .
قال : قال : شهورها إثنا عشر ، وهو أمير المؤمنين عليه السلام ، وعدد الأئمة بعده عليهم السلام .
ثم قال بعد كلام طويل في قوله « مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » : أربعة منهم باسم واحد : علي أمير المؤمنين ، وأبي علي بن الحسين ، وعلي بن موسى ، وعلي بن محمد عليهم السلام ، « فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ » أي قولوا بهم جميعا تهتدوا .
وفي خبر : أربعة حرم : علي والحسن والحسين والقائم عليهم السلام بدلالة قوله « ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ »(2) .
ص: 122
وقال سلمان القصري : سألت الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : عددهم عدد شهور الحول(1) .
* * *
العمر أقصر أن يقضّى بالبطالة والسرور
فتروح بالخسران من دنياك في يوم النشور
فافزع إلى مولاك ذي الانعام والفضل الكبير
متوسلاً بالمصطفى ووصيه البرّ الطهور
السادة الأبرار والأنوار في عدد الشهور
فهم الهداة لنا على مرّ الليالي والدهور
يزيد بن عبد الملك عن زين العابدين عليه السلام أنّه قال في قول اللّه تعالى : « بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ بَغْياً » .
قال : من ولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء من ولده(1) .
مسنم(2) بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام في خبر طويل في قوله « وَوالِدٍ وَما وَلَدَ » قال: أمّا الوالد فرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، « وَما وَلَدَ » يعني هؤلاء الأوصياء(3).
وروي في قوله « وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ » : هم الأئمة إماما بعد إمام(4) .
ص: 124
وحكي في قوله « وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » إنّهم الأئمة الإثنا عشر(1) .
يوضّحه قول النبي صلى الله عليه و آله : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض(2) . . الخبر ، فالضال في البريّة يهتدي بها ، والضال في الدين يهتدي بهم .
وجاء في تفسير قوله - تعالى - « أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ » . . الآية : إنّ صاحب البستان رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والبستان شريعته ، والأشجار الأئمة عليهم السلام ، والأنهار علوم العلماء ، والكبر وصول الرسول إلى
اللّه - تعالى - ، والذرية أولاده ، والنار الفتن ، والأيتام الأمّة .
أبو القاسم الكوفي قال : روى في قوله « وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ
ص: 125
وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » : إنّ الراسخون في العلم من قرنهم الرسول صلى الله عليه و آله بالكتاب ، وأخبر أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .
وفي الّلغة : الراسخ : هو اللازم الذي لا يزول عن حاله ، ولن يكون كذلك إلاّ من طبعه اللّه على العلم في ابتداء نشوّه ، كعيسى عليه السلام في وقت ولادته « قالَ إِنِّي عَبْدُ اللّهِ آتانِيَ الْكِتابَ » الآية .
فأمّا من يبقى السنين الكثيرة لا يعلم ، ثم يطلب العلم فيناله من جهة غيره على قدر ، وما يجوز أن يناله منه ، فليس ذلك من الراسخين ، يقال : رسخت عروق الشجر في الأرض ، ولا يرسخ إلاّ صغيرا(1) .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، وحسدا لنا أن رفعنا اللّه - سبحانه - ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، لا بهم(2) .
أبو الصباح الكناني وأبو بصير كلاهما عن الصادق عليه السلام ، وروى
الفضل بن يسار ويزيد بن معاوية العجلي كلاهما عن الباقر عليه السلام ، واللفظ للكناني :
ص: 126
نحن قوم فرض اللّه طاعتنا ، لنا الأنفال ، ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال اللّه « أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ »(1) .
* * *
أقول بتوحيد ربّ العلى
وأنّ الأئمة إثنا عشر
* * *
ص: 127
ص: 128
ص: 129
ص: 130
الروايات في هذا الباب نوعان :
منها : المتناقل قبل آدم عليه السلام .
ومنها : المروي قبل شرع الإسلام .
ومنها : ما تظاهرت به الروايات عن النبي صلى الله عليه و آله ، وذلك نوعان :
منها : ما روته العامة .
ومنها : ما روته الخاصة .
فما جاء قبل آدم عليه السلام نحو حديث الميثاق ، وحديث الأصل ، وحديث الأسماء المكتوبة على العرش ، وحديث الكلمات ، وغير ذلك ، فلتؤخذ من مواضعها في هذا الكتاب .
ص: 131
وأمّا ما جاء قبل الإسلام : خبر الهاروني الذي سأل عمر بن الخطاب ، وهو خبر طويل ذكرنا بعضه فيه .
وحدّثني أبو علي الطبرسي في أعلام الورى قال : حدّثني من أثق به : كانت بشارة موسى بالنبي صلى الله عليه و آله في السفر الأول من التوراة :
« وليشتمعيل شمتنح هنه يرختي أتو وهفرتي أتو وهربتي أتو بمادماد شنيم عاسار نسئيم يولدون وأنا تيتولگري كادل وات برني هانيم » .
وتفسيره بالعربية : إسماعيل قبلت صلواته ، وباركت فيه ، وأنميته ، وكثّرت عدده بولد له اسمه « محمد » يكون إثنين وتسعين في الحساب ، وسأخرج إثني عشر إماما من نسله ، وأعطيه قوما كثير العدد(1) .
وقال القاضي الكراجكي في الاستبصار : هذا من التوراة العتيقة يوجد عند اليونايين(2) .
ص: 132
وروى الشيخ المفيد حديث الخضر عليه السلام ومجيئه(1) إلى أمير المؤمنين عليه السلام
وسؤاله عن مسائل(2) ، وأمره لولده الحسن عليه السلامبالإجابة عنها .
فلمّا أجاب أعلن الخضر عليه السلام بحضرة الجماعة ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه - ولم أزل أشهد بها - وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا رسول اللّه صلى الله عليه و آله - ولم أزل أشهد بها - وأشهد أنّك وصي رسول اللّه صلى الله عليه و آله القائم بحجّته ، وأشار بيده إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيه ، والقائم بحجّته ، وأشار بيده إلى الحسن عليه السلام ، أنّه وصي أبيه ، والقائم بحجّته بعد ، وأشهد أنّ الحسين بن علي عليهماالسلام وصي أبيه ، والقائم بحجّته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين عليهماالسلام أنّه القائم بأمر الحسين عليه السلام ، وأشهد على محمد بن علي عليهماالسلام أنّه القائم بأمر علي بن الحسين عليهماالسلام ، وأشهد على جعفر بن محمد عليهماالسلام أنّه القائم بأمر محمد بن علي عليهماالسلام ، وأشهد على موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه القائم بأمر جعفر ، وأشهد على علي بن موسى عليهماالسلام أنّه القائم بأمر موسى عليه السلام ، وأشهد على محمد بن علي عليهماالسلام أنّه القائم بأمر علي بن موسى عليهماالسلام ، وأشهد على علي بن محمد عليهماالسلام أنّه القائم بأمر محمد بن علي عليهماالسلام ، وأشهد على الحسن بن علي عليهماالسلام أنّه القائم بأمر علي بن محمد عليهماالسلام ، وأشهد أنّ رجلاً من ولد الحسين عليه السلام ، لا يسمّى ، ولا يكنّى
ص: 133
حتى يظهر اللّه أمره ، فيملأها عدلاً كما ملئت جورا ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين عليه السلام ، ورحمة اللّه وبركاته(1) .
وروى الكلبي عن الشرقي بن القطامي عن تميم بن وعلة المري عن الجارود بن المنذر العبدي ، وكان نصرانيا ، فأسلم عام الحديبية ، وأنشد :
يا نبي الهدى أتتك رجال
جابت البيد والمهامة(4) حتىغالها من طوى السرى ما غالا
أخبر الأولون باسمك فيناوبأسماء بعده تتتالا
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الأيادي ؟
فقال الجارود : كلّنا يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله نعرفه ، غير أنّي من بينهم عارف بخبره ، واقف على أثره .
فقال سلمان : أخبرنا .
ص: 134
فقال: يا رسول اللّه ، لقد شهدت قسا ، وقد خرج من ناد من أندية أياد إلى ضحضح ذي قتاد ، وسمر وغياد ، وهو مشتمل بنجاد ، فوقف في أضحيان ليل كالشمس ، رافعا إلى السماء وجهه وإصبعه ، فدنوت منه ، فسمعته يقول : اللّهم ربّ السماوات والأرفعة ، والأرضين الممرعة ، بحقّ محمد والثلاثة المحاميد معه ، والعليين الأربعة ، وفاطم والحسنين الأبرعة ، وجعفر وموسى التبعة ، سمّي الكليم الصرعة ، أولئك النقباء الشفعة ، والطريق المهيعة(1) ، وراثته الأناجيل ، ومحاة الأضاليل ، ونفاة الأباطيل ، والصادقوا القيل ، عدد نقباء بني إسرائيل ، فهم أول البداية ، وعليهم تقوم الساعة، وبهم تنال الشفاعة، ولهم من اللّه فرض الطاعة، اسقنا غيثا مغيثا.
ثم قال : ليتني مدركهم ، ولو بعد لأي(2) من عمري ومحياي .
ثم أنشأ يقول :
أقسم قسّ قسما
ليس به مكتتما
حتى يلاقي أحمدا
والنجباء الحكما
يعمى الأنام عنهم
وهم ضياء للعمى
لو عاش ألفي سنة
لم يلق منها سلما
هم أوصياء أحمد
أفضل من تحت السما
لست بناس ذكرهم
حتى أحلّ الرجما
ص: 135
قال الجارود : فقلت : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أنبئني أنبأك اللّه بخبر هذه الأسماء التي لم نشهدها ، وأشهدنا قس ذكرها ؟
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا جارود ، ليلة أسري بي إلى السماء أوحى اللّه - عزّ وجلّ - إليّ أن سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ، قلت : على ما بعثوا ؟
قال : بعثتهم على نبوتك ، وولاية علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، والأئمة منكما ، ثم عرّفني اللّه - تعالى - بهم وبأسمائهم .
ثم ذكر رسول اللّه صلى الله عليه و آله للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي عليهم السلام ، قال لي الربّ - تبارك وتعالى - : هؤلاء أوليائي ، وهذا المنتقم من أعدائي ، يعني المهدي .
فقال الجارود :
أتيتك يا بن آمنة رسولا
لكي بك اهتدى النهج السبيلا
فقلت وكان قولك قول حقّ
وصدق ما بدا لك أن تقولا
وبصرت العمى من عبد شمس
وكلاّ كان من شمس دليلا
وأنبأناك عن قس الأيادي
مقالاً أنت طلت به حديلا
وأسماء عمت عنّا فآلت
إلى علم وكنت بها جهولا(1)
وقد ذكر صاحب الروضة : إنّ هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر
سنين ، وشهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور .
ص: 136
وقال الشعبي : قال لي عبد الملك بن مروان : وجد وكيلي في مدينة الصُفر(1) التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها :
هذا مقاليد أهل الأرض قاطبة
والأوصياء له أهل المقاليد
هم الخلائف إثنا عشرة حججا
من بعده الأوصياء السادة الصيد(2)
حتى يقوم بأمر اللّه قائمهممن السماء إذا ما باسمه نودي
فقال عبد الملك للزهري : هل علمت من أمر المنادي باسمه من السماء شيئا ؟
قال الزهري : أخبرني علي بن الحسين عليهماالسلام : أنّ هذا المهدي من ولد فاطمة عليهاالسلام .
فقال عبد الملك : كذبتما ، ذاك رجل منّا !! يا زهري ، هذا القول لا يسمعه أحد منك(3) .
* * *
ص: 137
وإذا كانت النصوص على ساداتنا متناصرة ، والإخبار بعددهم قبل وجودهم متظاهرة ، وقد ذكرهم اللّه في الكتب السالفة ، وأعلمت الأنبياء بهم الأمم الماضية ، دلّ على كونهم أئمة الزمان ، وحجج اللّه على الإنس والجان ، قبل الحجج على جميع البشر ، الأئمة الإثنا عشر .
ص: 138
ص: 139
ص: 140
حدّثنا جماعة عن الكشميهني عن الفريري عن البخاري ، قال : حدّثنا محمد بن المثنى ، قال : حدّثنا غندر ، قال : حدّثنا شعبة عن عبد الملك ، قال : سمعت جابر بن سمرة ، قال :
سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول : يكون إثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي إنّه قال : كلّهم من قريش(1) .
أخرجه الخطيب في تاريخه(2) .
* * *
وحدّثني الفراوي عن أبي الحسين الفارسي عن أبي أحمد الجلودي عن أبي إسحاق الفقيه عن الحافظ مسلم عن قتيبة بن سعيد عن جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال :
دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه و آله ، فسمعته يقول : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة ، قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ .
قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : قال : كلّهم من قريش(3) .
ص: 141
وبهذا الإسناد قال مسلم : وحدّثني ابن أبي عمير عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال :
سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم إثنا عشر
رجلاً ، ثم تكلّم بكلمة خفيت عليّ ، فسألت أبي ماذا قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : قال : كلّهم من قريش(1) .
وبهذا الإسناد قال مسلم : وأخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة مثله إلاّ أنّه لم يذكر : لا يزال أمر الناس ماضيا(2) .
* * *
وبهذا الإسناد قال مسلم : وحدّثنا هداب بن خالد الأزدي ، قال حدّثنا حماد بن خالد الأزدي ، قال حدّثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب ، قال سمعت جابر بن سمرة يقول :
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : لا يزال الإسلام عزيزا إلى إثنتي عشر خليفة ، ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ، فقال : كلّهم من قريش(3) .
* * *
وبهذا الإسناد قال مسلم : وحدّثني أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال :
ص: 142
قال النبي صلى الله عليه و آله : لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى إثنتي عشر خليفة ، ثم قال : تكلّم بشيء لم أفهمه ، فقال : فقلت لأبي ! قال : كلّهم من قريش(1) .
* * *
وبهذا الإسناد قال مسلم : وحدّثني قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا حاتم ، وهو ابن إسماعيل ، عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلام(2) نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
قال : فكتب إليّ : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، ويكون عليكم إثنا عشر خليفة من قريش(3) .
أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند(4) .
* * *
وبهذا الإسناد قال مسلم : وحدّثني نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدّثنا يزيد بن ذريع ، قال : حدّثنا ابن عورج ، وحدّثنا أحمد بن عثمان النوفلي ، واللّفظ له ، قال : حدّثنا أزهر ، قال : حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمره قال :
ص: 143
انطلقت إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومعي أبي ، فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى إثني عشر خليفة ، فقال كلمة صمّنيها(1) الناس ، فقلت لأبي : ما قال ؟
قال : كلّهم من قريش(2) .
أخرجه السجستاني في السنن(3) .
* * *
وحدّثني أبو القاسم الشحام عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الجبري عن أبي يعلى الموصلي في مسنده عن شيبان بن فروخ عن حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال :
كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود ، فسأله رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول اللّه صلى الله عليه و آله كم يملك أمر هذه الأمّة خلفه ؟
فقال ابن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال : نعم ، فسألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : إثنا عشر مثل نقباء بني إسرائيل(4) .
أخرجه ابن بطّة في الإبانة ، وأحمد في مسنده عن ابن مسعود ، وقد
ص: 144
رواه عثمان بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، وأبو كريب ومحمود بن غيلان وعلي بن محمد وإبراهيم بن سعيد وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، كلّهم جميعا عن أبي أسامة عن مجالد عن الشعبي .
* * *
وحدّثني الفراوي عن أبي عبد اللّه الجوهري عن القطيفي عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد اللّه بن بطّة العكبري مسندا إلى الإبانة عن علي بن الجعد عن زهير عن سماك بن حرب وزياد بن علاقة وحصين بن عبد اللّه ، كلّهم عن جابر بن سمرة :
إنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : يكون بعدي إثنا عشر أميرا ، وتكلّم بكلمة ، فسألت أبي ، فقال : كلّهم من قريش(1) .
* * *
وبهذا الإسناد قال ابن بطّة : روى الثوري عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال :
قال النبي صلى الله عليه و آله : لا يزال أمر الناس صالحا حتى يقوم إثنا عشر أميرا من قريش .
* * *
وبهذا الإسناد عن عبد اللّه بن أمية - مولى مجاشع - عن يزيد الرقاشي عن أنس قال :
ص: 145
قال النبي صلى الله عليه و آله : لا يزال هذا الدين قائما إلى إثني عشر أميرا من قريش ، فإذا مضوا ساخت(1) الأرض بأهلها(2) .
* * *
وبهذا الإسناد عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن علي بن الجعد عن زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة يقول :
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : يكون بعدي إثنا عشر خليفة من قريش ، ثم يكون الهرج(3) .
* * *
وبهذا الإسناد عن سماك بن حرب وزياد بن علاقة وحصين ابن عبد الرحمن عن ابن سمرة عن النبي صلى الله عليه و آله قال :
قال : لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى إثني عشر خليفة ، كلّهم من قريش(4) .
* * *
ص: 146
وحدّثني عبد الرحمن بن زريق القزاز البغدادي عن أبي بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن أبي الطفيل ، قال : قال لي عبد اللّه بن عمر :
يا أبا طفيل ، اعدد إثني عشر خليفة بعد النبي صلى الله عليه و آله ، ثم يكون بعده النقف(1) والنقاف(2) .
وفي رواية عبد اللّه بن أبي أوفى : ثم يكون دواره(3) .
* * *
وممّا رواه الليث بن سعد عن خالد بن بريد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال : كنّا عند شقيق الأصبحي فقال : سمعت عبد اللّه بن عمر قال :
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : يكون بعدي إثنا عشر خليفة(4) .
* * *
وممّا رواه سهل بن حماد عن يونس بن أبي يعقوب قال : حدّثنا عوان بن أبي جحيفة عن أبيه قال :
ص: 147
كنّا عند النبي صلى الله عليه و آله فقال : لا يزال أمر أمّتي صالحا حتى يمضي إثنا عشر
خليفة ، كلّهم من قريش(1) .
* * *
وممّا رواه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري المحدّث بإسناده عن أنس قال :
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يكون منّا إثنا عشر خليفة ينصرهم اللّه على من
ناواهم ، ولا يضرّهم من عاداهم . . الخبر .
* * *
وروى عن أبي الطفيل أنّه سئل ابن عمر عن الخلفاء بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال : إثنا عشر من بني كعب(2) .
* * *
وكاتبني أبو المؤيد المكي الخطيب بخوارزم بكتاب الأربعين بالإسناد عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال :
سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول : من أحبّ أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، فليتولّ علي بن أبي طالب عليهماالسلام وذريّته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة(3) .
ص: 148
وحدّثني أبو سعيد عبد اللطيف الأصفهاني عن ابن علي الحداد عن أبي نعيم الأصفهاني مسندا إلى حليته عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال :
جئت إلى أبي إلى المسجد والنبي صلى الله عليه و آله يخطب ، فسمعته يقول : يكون من بعدي إثنا عشر خليفة ، ثم خفض صوته ، فلم أدر ما يقول ، فقلت لأبي : ما يقول ؟ قال : قال : كلّهم من قريش(1) .
* * *
وروى بإسناده عن السدي عن زيد بن أرقم ، وعن شريك عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ، وعن عكرمة ، وعن سلمة بن كهيل ، كليهما عن ابن عباس إنّه قال :
قال النبي صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة
عدن التي غرسها ربّي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، وزقّوا فهما وعلما ، ويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي ، القاطعين منهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي(2) .
* * *
وقد روى أحمد بن حنبل في مسنده(3) عن جابر بن سمرة بأربع وثلاثين
ص: 149
طريقا منهم : عامر بن سعد ، وسماك بن حرب ، والأسود بن سعيد الهمداني ، وعبد الملك بن عمير ، وعامر الشعبي ، وأبو خالد الوالبي ، مثل ما روينا من الصحيحين ! وغيرهما .
عبد اللّه بن محمد البغوي عن علي بن الجعد عن أحمد بن وهب بن منصور عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري عن نافع عن عبد اللّه بن عمر قال :
قال النبي صلى الله عليه و آله : يا علي ، أنا نذير أمّتي ، وأنت هاديها ، والحسن عليه السلام قائدها ، والحسين عليه السلام سائقها ، وعلي بن الحسين عليهماالسلام جامعها ، ومحمد بن علي عليهماالسلام عارفها ، وجعفر بن محمد عليهماالسلام كاتبها ، وموسى بن جعفر عليهماالسلام
محصيها ، وعلي بن موسى عليهماالسلام معبّرها ومنجيها وطارد مبغضيها ، ومدني مؤمنيها ، ومحمد بن علي عليهماالسلام قائدها وسائقها ، وعلي بن محمد عليهماالسلامسائرها وعالمها ، والحسن بن علي عليهماالسلام ناديها ومعطيها ، والقائم عليه السلامالخلف ساقيها
وناشدها وشاهدها ، « إِنَّ فِي ذلِكَ لآَياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ »(1)(2) .
وقد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى الله عليه و آله .
* * *
ص: 150
الأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث بن سعيد بن قيس عن علي بن أبي طالب وعن جابر الأنصاري ، كليهما عن النبي صلى الله عليه و آله قال :
أنا واردكم على الحوض ، وأنت - يا علي عليه السلام - الساقي ، والحسن عليه السلام الرائد ، والحسين عليه السلام الآمر ، وعلي بن الحسين عليهماالسلام الفارط ، ومحمد بن علي عليهماالسلام الناشر ، وجعفر بن محمد عليهماالسلام السائق ، وموسى بن جعفر عليهماالسلام
محصي المحبّين والمبغضين ، وقامع المنافقين ، وعلي بن موسى عليهماالسلام مزّين المؤمنين ، ومحمد بن علي عليهماالسلام منزل أهل الجنّة في درجاتهم ، وعلي بن محمد عليهماالسلامخطيب شيعتهم ، ومزوّجهم الحور ، والحسن بن علي عليهماالسلام سراج أهل الجنّة يستضيئون به ، والهادي المهدي عليه السلام شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن إلاّ لمن يشاء ويرضى(1) .
* * *
وروى محمد بن زكريا العلاني عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس قال : حدّثني أبي قال :
كنت عند الرشيد فذكر المهدي وعدله ، فقال الرشيد : إنّي أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ، حدّثني عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال له : يا عمّ ، يملك من ولدي إثنا عشر خليفة ، ثم يكون أمور كريهة ، وشدّة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح اللّه أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء اللّه ، ثم يخرج الدجال(2) .
ص: 151
وروى محمد بن أحمد بن عبيد اللّه الهاشمي قال : حدّثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى عن المنصور ، قال : حدّثني أبو الحسن علي بن محمد العسكري عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يلقى اللّه - عزّ وجلّ - آمنا مطهّرا ، لا يحزنه الفزع الأكبر ، فليتولّك ، وليتولّ ابنيك الحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي عليهم السلام ، ثم المهدي عليه السلام ، وهو خاتمهم(1) . . الخبر .
ولو أشبعنا القول في هذا الباب لطال الكتاب ، فمن أراد الزيادة ، فليطلب إيضاح دفائن النواصب ممّا يتضمّن النصّ على الأئمة الإثني عشر ، فقد أوضح رسول اللّه صلى الله عليه و آله الأئمة الإثني عشر ، ونصّ على أسمائهم وعددهم ، وذكر استخلافهم ، وهو وإن لم يشتهر بين المخالفين ، ولا يتواتر على ألسنتهم ، فقد وافقوا فيه المتواترين فيه بمثله ، ووجبت المحبّة على ألسنة أعدائهم .
وإذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبتت إمامتهم ، لأنّ من خالفهم لا يقصر الإمامة على هذا العدد ، بل يجوّز الزيادة عليها ، وليس في الأمّة من ادعى هذا العدد سوى الإمامية ، وما أدّى على خلاف الإجماع يحكم بفساده .
ص: 152
ص: 153
ص: 154
وذلك نوعان :
منها : ما روى عن النبي صلى الله عليه و آله .
ومنها : ما نصّ الآباء على الأبناء ، وهذا إنّما يجيء في باب كلّ إمام إن شاء اللّه .
فأمّا ما روي عن النبي صلى الله عليه و آله ، فكفاك كتاب الكفاية في النصوص عن الخزاز القمّي ، نزيل الري ، وذلك أنّه روى مائة وخمسا وخمسين خبرا من طرق كثيرة من جهة أصحاب النبي صلى الله عليه و آله .
مثل ابن عباس : روى عنه سعيد بن جبير ، وأبو صالح ، ومجاهد ، وطاووس ، والأصبغ ، وعطاء .
ومثل ابن مسعود : روى عنه مثل عطاء بن السائب عن أبيه مسروق ، وقيس بن عابد ، وحنش بن المعتمر .
ومثل أبي سعيد الخدري : روى عنه عطية العوفي ، وأبو هارون العبدي ، وسعيد بن المسيب ، وأبو الصديق الناجي .
ص: 155
ومثل أبي ذر : روى عنه أبو الحارث حنش بن المعتمر ، وابن المسيب .
ومثل سلمان الفارسي : روى عنه سليم بن قيس الهلالي ، وأبو حازم ، والسائب بن أوفى ، وأبو مالك ، وأبو القاسم بن عليم الأزدي .
ومثل جابر الأنصاري : روى عنه جابر الجعفي ، وواثلة بن الأسقع ، والقاسم بن حسان ، ومحمد الباقر عليه السلام .
ومثل أبى أيوب الأنصاري : روى عنه أياس بن سلمة بن الأكوع ، ويزيد بن هارون عن مشيخته عنه .
ومثل عمار بن ياسر : روى عنه أبو الطفيل ، وأبو عبيدة ، ومحمد بن عمار .
ومثل حذيفة بن اليمان : روى عنه أحمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلام .
ومثل حذيفة بن أسيد : روى عنه أبو الطفيل ، وأبو جحيفة ، وهشام .
ومثل زيد بن أرقم : روى عنه محمد بن زياد ، ويزيد بن حسان ، وأبو الضحى .
ومثل واثلة بن الأسقع : روى عنه مكحول ، والأجلح ، وخالد بن معدان ، وأبو سليمان الضبي ، وإبراهيم ابن أبي عبلة ، والقاسم .
ومثل زيد بن ثابت : روى عنه القاسم بن حسان ، وأبو الطفيل .
ومثل أبي أمامة أسعد بن زرارة : روى عنه الأجلح الكندي ، والقاسم ، وأبو سليمان الضبي .
ومثل عمران بن حصين : روى عنه مطرف بن عبد اللّه ، والأصبغ ، وأبو عبد اللّه الشامي .
ومثل سعد بن مالك : روى عنه سعيد بن المسيب .
ص: 156
ومثل جابر بن سمرة : روى عنه زياد بن عقبة ، وعبد الملك بن عمير ، والشعبي ، وسماك بن حرب ، والأسود بن سعيد الهمداني .
ومثل أنس : روى عنه هشام ، ويزيد ، وأنس بن سيرين ، وأبو الغالية ، وحفصة بنت سيرين ، والحسن البصري .
ومثل أبي هريرة : روى عنه سعيد المقري ، وعبد الرحمن الأعوج ، وأبو صالح السمان ، وأبو مريم ، وأبو سلمة .
ومثل أبي قتادة : روى عنه .
ومثل عمر بن خطاب : روى عنه المفضل بن حصين ، وعبد اللّه بن مالك ، وعمرو بن عثمان بن عفان .
ومثل عائشة : روى عنها شعبة عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي سلمه ، وروى هشام بن جابر عن أبي سلمة ، ومحمد بن إبراهيم عن أبي سلمة ، وأبو بشير محمد بن المنكدر عن أبي سلمة عنها .
ومثل فاطمة الزهراء عليهاالسلام : روى عنها زينب بنت علي صلى الله عليه و آله ، وأبو ذر ، وسهل الساعدي ، وجابر الأنصاري ، والحسين بن علي صلى الله عليه و آله ، وعباس بن سعد الساعدي .
ومثل أم سلمة : روى عنها عمار الدهني ، وابن جبير ، ومقلاص .
فما أخبرت منها :
ما رواه الأصبغ عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين عليهم السلام مطهّرون معصومون(1) .
ابن السائب عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي إثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين عليه السلام ، والتاسع مهديهم عليه السلام(2) .
* * *
حنش بن المعتمر عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي إثنا عشر ، كلّهم من قريش(3) .
عطية العوفي عن الخدري : قال النبي صلى الله عليه و آله للحسين
عليه السلام : أنت الإمام ابن الإمام [ أخو الإمام ] ، تسعة من صلبك أئمة أبرار ، والتاسع قائمهم(4) .
أبو ذر قال النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي إثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين عليه السلام ، تاسعهم قائمهم عليه السلام .
ص: 158
ثم قال : ألا إنّ مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل(1) .
سلمان الفارسي : قال النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، كانوا إثني عشر .
ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام ، وقال : من صلبه تسعة أئمة أبرار ، والتاسع مهديهم عليه السلام ، يملأ الأرض قسطا وعدلاً ، كما ملئت جورا وظلما ، فالويل لمبغضيهم(2) .
جابر الأنصاري قال : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وجدت في التوراة : « إليا لقطوا(3) شبرا وشبيرا » ، فلم أعرف أساميهم ، فكم بعد الحسين عليه السلام من الأوصياء ؟ وما أساميهم ؟
فقال : تسعة من صلب الحسين عليه السلام ، والمهدي منهم(4)(5) . . الخبر .
المفضل بن حصين عن عمر بن الخطاب سمعت النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي
إثنا عشر ، ثم أخفى صوته ، فسمعته يقول : كلّهم من قريش(6) .
ص: 159
أنس قال النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي من عترتي .
فقيل : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فكم الأئمة بعدك ؟
فقال : عدد نقباء بني إسرائيل(1) .
فاطمة عليهاالسلام سألت أبيها عن قول اللّه تعالى « وَعَلَى الأَْعْرافِ رِجالٌ » ، قال : هم الأئمة بعدي : علي عليه السلام ، وسبطاي عليهماالسلام ، وتسعة من صلب الحسين عليهم السلام ، فهم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنّة إلاّ من يعرفهم
ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وينكرونه ، لا يعرف اللّه - تعالى - إلاّ على سبيل معرفتهم(2) .
أبو أمامة قال النبي صلى الله عليه و آله : لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور : « لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه ، أيّدته بعلي ، ونصرته بعلي ، ثم بعده الحسن والحسين » ، ورأيت عليا عليا عليا ، ورأيت محمدا محمدا مرّتين، وجعفرا، وموسى، والحسن، والحجّة، إثني عشر اسما مكتوبا بالنور.
فقلت : يا ربّ أسامي من هؤلاء الذين قرنتهم بي ؟
فنوديت : يا محمد صلى الله عليه و آله ، هم الأئمة بعدك ، والأخيار من ذرّيتك(3) .
ص: 160
وممّا ذكر أبو جعفر القمّي في إكمال الدين : عن سماعة بن مهران ، وأبو بصير عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام قالا : نحن إثنا عشر محدّثا(1) .
* * *
أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام : يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي عليهماالسلام ، تاسعهم قائمهم(2) .
* * *
سعيد بن جبير عن ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه و آله : إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج اللّه على الخلق بعدي لإثنا عشر ، أوّلهم وآخرهم ولدي(3) . . الخبر .
* * *
ابن عباس عن سليم بن قيس الهلالي أنّه جرى بين عبد اللّه بن جعفر ومعاوية كلام ، فقال عبد اللّه : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم علي بن أبي طالب عليهماالسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد علي عليه السلام ، فالحسن بن علي عليهماالسلام أولى بالمؤمنين
ص: 161
من أنفسهم ، ثم ابني الحسين عليه السلام بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين عليهماالسلام الأكبر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني محمد الباقر عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه - يا جابر - ثم تكلّمه ، إثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين عليهم السلام .
ثم استشهد الحسن والحسين عليهماالسلام ، وعبد اللّه بن عباس ، وعمر بن أبي سلمه ، وأسامة بن زيد ، فشهدوا له بذلك .
وروى ذلك أيضا سلمان وأبو ذر والمقداد(1) .
وذكر في كتاب مولد فاطمة عليهاالسلام أنّه أخبرني أبي سمع محمد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمد بن علي ماجيلويه ، وأحمد بن علي بن إبراهيم ، والحسين بن إبراهيم بن تاتانه ، وأحمد بن زياد الهمداني بأسانيدهم عن جابر بن عبد اللّه قال للباقر عليه السلام : هنأت فاطمة عليهاالسلام بولادة الحسين عليه السلام ، وفي يديها لوح مكتوب فيه :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من اللّه العزيز العليم لمحمد صلى الله عليه و آله نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين :
ص: 162
عظّم - يا محمد صلى الله عليه و آله - أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غيري عذّبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكّل .
إنّي لم أبعث نبيا ، فأكملت أيامه ، وانقضت مدّته ، إلاّ جعلت له وصيّا ، وإنّي فضّلتك على الأنبياء ، وفضّلت عليا وصيّك على الأوصياء .
وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك « حسن وحسين عليهماالسلام » ، فجعلت حسنا معدن حكمي بعد انقضاء مدّة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي ، أكرمته بالشهادة ، فهو أكرم من استشهد ، وارفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجّة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب .
أوّلهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين .
وابنه شبيه جدّه المحمود محمد صلى الله عليه و آله ، الباقر لعلمي ، والمعدن لحكمتي .
سيهلك المرتابون في جعفر عليه السلام ، الرادّ عليه كالرادّ عليّ ، حقّ القول منّي ، لأكرمن مثوى جعفر ، ولأقرّن عينه بأشياعه وأنصاره ومحبّيه ، اتيح(1) بعده فتنة عمياء حندس(2) ، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع ، وحجّتي لا تخفى ، وإنّ أوليائي لا يشقون أبدا ، ألا ومن جحد منهم أحدا فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ .
ص: 163
ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وخيرتي ، إنّ المكذّب بالثلاثة مكذّب بكلّ أوليائي .
علي وليّي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وامتحنه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شرّ خلقي .
حقّ القول منّي لأقرّن عينه بمحمد ابنه ، وارث علمه ، فهو معدن علمي ، وموضع سرّي ، وحجّتي على خلقي ، جعلت له الجنّة مثواه ، وشفّعته في سبعين من أهل بيته ، كلّ قد وجبت له النار .
واختم بالسعادة لابنه علي ، وليّي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي .
أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي ، الحسن .
ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ابن الحسن ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، سيذلّ أعداؤه في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم ، كما يتهادون رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنّة في نسائهم .
أولئك أوليائي حقّا ، بهم أرفع كلّ فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلزال ، وأرفع الآصار والأغلال ، « أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »(1) .
ص: 164
ثم روى أنّ الباقر عليه السلام جمع ولده ، وفيهم عمّهم زيد ، ثم أخرج إليهم كتابا
بخطّ علي ، وإملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكتوب فيه حديث اللوح(1) .
* * *
ثم روى عن الصادق عليه السلام أنّه قال : وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وخطّ علي ، وذكر مثله(2) .
وروى المفيد محمد بن النعمان ، وأبو جعفر الكليني ، والحسن بن حمزة العلوي عن الباقر عليه السلام عن جابر أنّه قال : دخلت على فاطمة عليهاالسلام ، وذكر حديث اللوح(3) .
ومن روايات الكليني :
عن ابن أذينة عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلام : من آل محمد إثنا عشر إماما كلّهم محدّث ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وعلي عليه السلامهما الوالدان(4) .
* * *
ص: 165
وعنه عن الخدري وأبى الطفيل أنّه : أتى هاروني إلى عمر يسأله عن مسائله ، فدلّه على علي عليه السلام ، فكان فيما سأله :
أخبرني عن أوصياء محمد صلى الله عليه و آله ، وعن منزله في الجنّة ، ومن معه فيها ؟
فقال عليه السلام : إنّ لهذه الأمّة إثني عشر إماما من ذرّية نبيّها ، وهم منّي ، وأمّا منزل نبيّنا صلى الله عليه و آله في الجنّة ، فهي أفضلها وأشرفها « جنّة عدن » ، وأمّا من معه في منزله ، فهؤلاء الإثنا عشر من ذريّته(1) . . الخبر .
* * *
وروى جلّ مشايخنا عن النبي صلى الله عليه و آله : الأئمة بعدي إثنا عشر ، أوّلهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح اللّه على يديه مشارقها ومغاربها .
* * *
الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال : آمنوا بليلة القدر ، فإنّه ينزل فيها أمر السنة ، وإنّ لذلك الأمر ولاة من بعدي علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، وأحد عشر من ولده(2) .
* * *
وقد روى نحوا من ذلك جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى الله عليه و آله ، وروى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام قريبا منه(3) .
ص: 166
وقال ابن هاني المغربي :
فيه تنزّل كلّ وحي منزل
ولأهل بيت الوحي فيه سناء
* * *
على النبى صلى الله عليه و آله فيه الوصية لكلّ إمام ]
وقال أبو عبد اللّه عليه السلام : إنّ اللّه - تعالى - أنزل على عبده كتابا قبل وفاته ، فقال : يا محمد صلى الله عليه و آله ، هذه وصيّتك إلى النجيب من أهل بيتك ، فقال : يا
جبريل عليه السلام ، ومن النجيب من أهل بيتي ؟ فقال : علي بن أبي طالب عليهماالسلام .
وكان على الكتاب خواتيم من ذهب ، فدفعه النبي صلى الله عليه و آله إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وأمره أن يفكّ خاتما منه ، ويعمل بما فيه ، ففكّه
وعمل بما فيه .
ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ، ففكّ خاتما .
ثم دفعه إلى الحسين عليه السلام ، ففكّ خاتما ، فوجد فيه : أن اخرج بقوم إلى الشهادة ، فلا شهادة لهم إلاّ معك ، وآثر نفسك للّه ، ففعل .
ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليهماالسلام ، ففكّ خاتما ، فوجد فيه : أن اطرق واصمت ، والزم منزلك ، « وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ » .
ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي عليهماالسلام ، ففكّ خاتما ، فوجد فيه : حدّث الناس وافتهم ، ولا تخافنّ إلاّ اللّه ، فإنّه لا سبيل لأحد عليك .
ص: 167
ثم دفعه إلى ابنه جعفر عليه السلام ، ففكّ خاتما ، فوجد فيه : حدّث الناس ، وانشر علوم أهل بيتك ، وصدّق آبائك الصالحين ، ولا تخافنّ إلاّ اللّه ، وأنت في حرز وأمان ، ففعل ذلك .
وهو دافعه إلى موسى عليه السلام ، وكذلك يدفعه موسى عليه السلام إلى الذي بعده ، ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي(1) .
* * *
وقد روى نحو هذا الخبر أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و آله(2) .
ورووا في حديث حبابة الوالبية أنّها قالت : قلت لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين عليه السلام ، ما دلالة الإمامة ؟
قال : ائتيني بتلك الحصاة ، فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ، ثم قال لي : يا حبابة ، إذا ادّعى مدّعي الإمامة ، فقدر أن يطبع كما رأيت ، فاعلمي أنّه إمام مفترض الطاعة ، والإمام لا يعزب عنه ما يريده .
فجئت إلى الحسن عليه السلام بعد وفاته، فقال لي: حبابة الوالبية؟ قلت: نعم، قال: هاتي ما معك ، فأعطيته الحصاة ، فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام .
ص: 168
ثم أتيت الحسين عليه السلام ، فقال لي : أتريدين دلالة الإمامة ؟ هاتي ما معك ، فناولته الحصاة ، فطبع لي فيها .
ثم رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام ، وأنا أعدّ - يومئذٍ - مائة وثلاث عشرة سنة ، فرأيته يتعبّد ، فأومى ء إليّ بالسبابة ، فعاد إليّ شبابي ، ثم قال : هات ما معك ، فأعطيته الحصاة ، فطبع لي فيها .
ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام ، فطبع لي فيها ، وهكذا إلى الرضا عليه السلام ، وعاشت بعد ذلك تسعة أشهر(1) .
فهذه نبذ ممّا نقلته الخاصة عن النبي صلى الله عليه و آله ، وهي في قسم التواتر لإتفاق معانيها ، وتماثل مدلولها ، وإن اختلفت ألفاظها .
ويوضح ذلك : إنّ هذه الأخبار متضمّنة أكثرها في كتب سلفهم المعروفة ب- « الأصول » عندهم ، ممّا قد أصاب مؤلفوها قبل الغيبة ، وكمال عدّة الأئمة ، وكان الأمر موافقا لما رووه من غير اختلاف ، والإخبار بالكائن قبل كونه لا يكون إلاّ من اللّه - تعالى - ، ولا يؤخذ إلاّ عن رسول صلى الله عليه و آله .
ص: 169
ص: 170
ص: 171
ص: 172
إنّ اللّه - تعالى - قد أشار إلى عددهم وأسمائهم بأشياء ، كما قال « سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » .
من ذلك ما صرّح بذكرهم في الكتب .
ص: 173
ومنها ما أظهر عددهم في المخلوقات .
ومن أحبّ شيئا أكثر ذكره .
قوله « فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ » .
وقوله « سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً » .
وقال أنس قال النبي صلى الله عليه و آله في قوله « سُنَّةَ اللّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ » : وهي التي لا يجوز أن تغيّر ولا تبدّل(1) .
النبي صلى الله عليه و آله : كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة(2) ، كان فيهم إثنا عشر نقيبا(3) .
قوله « وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً » .
ص: 174
سلمان ، وأبو أيوب ، وابن مسعود ، وواثلة ، وحذيفة بن أسيد ، وأبو قتادة ، وأبو هريرة ، وأنس : أنّه سئل النبي صلى الله عليه و آله : كم الأئمة من بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل(1) .
* * *
وفى حديث الأعمش عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : فأخبرني - يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله - هل يكون بعدك نبي ؟
فقال : لا ، أنا خاتم النبيين ، لكن يكون بعدي أئمة قوّامون بالقسط بعدد نقباء بني إسرائيل(2) . . الخبر .
* * *
وفي حديث أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أهل بيتي إثنا عشر نقيبا محدّثون مفهّمون ، منهم القائم بالحقّ ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا(3) .
* * *
وقال اللّه - تعالى - « وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ » .
وقد أخبرنا بأنّهم كانوا إثني عشر قوله « وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً » فيجب أن يكون عدد خلفائنا كذلك ، لأنّه - تعالى - شبّههم بهم بكاف التشبيه ، ولا شبهة أنّ النقباء هم الخلفاء .
ص: 175
مجالد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه و آله : الخلفاء بعدي إثنا عشر ، كعدّة نقباء بني إسرائيل(1) .
وفيهم إثنا عشر حواريا :
قوله «إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى » .
هشام بن زيد عن أنس قال : سألت النبي صلى الله عليه و آله من حواريك ، يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟
فقال : الأئمة من بعدي إثنا عشر من صلب علي وفاطمة عليهماالسلام ، وهم
حواريي ، وأنصار ديني ، عليهم من اللّه التحيّة والسلام(2) .
وفيهم الأسباط أولاد يعقوب عليه السلام ، وهم إثنا عشر .
قوله «وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً » .
أبو صالح السمان عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : معاشر الناس ، من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، فليتولّ علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، وليقتد بالأئمة من بعده .
فقيل : فكم الأئمة بعدك ؟ فقال : عدد الأسباط(3) .
ص: 176
وانفجرت لموسى عليه السلام إثنتا عشرة عينا .
قوله « فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً » .
وقوله « إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ »ووقع التعبير على أن يقع له أحد عشر أخا للثاني عشر الذي هو يوسف عليه السلام .
وشعوب بني إسرائيل إثنا عشر شعبا ، وقوله « إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ
وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسى تَكْلِيماً » .
ذكر فيها إثني عشر نبيا .
* * *
ص: 177
منصور بن حازم ، قال للصادق صلى الله عليه و آله : أكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يعرف الأئمة ؟
فقال : نعم ونوح ، ثم تلا « شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً »(1) الآية .
وقد جاء عددهم في القرآن رمزا ، كأنّه أقسم بأسمائهم ، كما أقسم بالنبي صلى الله عليه و آله في قوله « لَعَمْرُكَ » .
فقال تعالى : « وَالصَّافّاتِ » ، « وَالذّارِياتِ » ، « وَالْمُرْسَلاتِ » ، « وَالنّازِعاتِ » ، « وَالنَّجْمِ » ، « وَالطُّورِ » ، « وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ » ، « وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ » ، « وَالْفَجْرِ » ، « وَالشَّمْسَ » ، « وَاللَّيْلِ » ، « وَالضُّحى » ، « وَالتِّينِ » .
* * *
قال الباقر عليه السلام : « وَالتِّينِ » الحسن عليه السلام ، « وَالزَّيْتُونِ » الحسين عليه السلام ، « وَطُورِ سِينِينَ » أمير المؤمنين عليه السلام ، « وَهذَا الْبَلَدِ الأَْمِينِ » ذاك رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، « لَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ » ، قال : حين أخذ اللّه ميثاقه لمحمد صلى الله عليه و آلهوأوصيائه بالولاية(2) .
ص: 178
وقد جاءت أسماؤهم في التوراة ، وهي : بمادماد إيليا فتدوران ابربيل مسطور مشموط وذور مرمشوذ هراز شمويد نشطور يوقش فيثمور .
* * *
وروى عبد اللّه بن عياش في المقتضب نوعا آخر ، وهو : وليشمعيل شمعتيخ هنه برختي أتو وهفرتي أتو وهربتي أتو بمادماد شنيم عاسار نسئيم يوالد وأنا تيتولگري گادل وات برني هاتيم(1) .
وأسماؤهم في الإنجيل من المقتضب أيضا : تفوبيث فيدوار بيرا مقشورا مشموعوا ذوموه مشؤ هداذ يثموا بطون نوقش فيذموا(2) .
وإنّ اللّه - تعالى - وضع كلمة التوحيد على إثني عشر حرفا ، وهي « لا إله إلاّ اللّه » .
* * *
ص: 179
قال العوني :
وفي أحرف التوحيد آيات حكمة
بهن عن التوحيد تنتفيان
فمن هنّ سبع وإثنتان وأربع
مثاني أصول أيدت بمثاني
وجملتها إثنا عشر وهي كواحد
أهاتيك في الأعداد يحتسبان
* * *
محمد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إثنا عشر حرفا .
* * *
قال اللّه - تعالى - « وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ » يعني إذا ذكرت ذكرت معي ، فالمنكر لآخرهم كالمنكر لأولهم .
* * *
وكلمتا الشهادتين لا نقطة على حرف منهما يدلّ على أنّه لا مثل لهم ، ولا يشبههم أحد .
أسماء اللّه - تعالى - على عددهم : الواحد القديم(1) ، الحليم العليم ، الرحمن الرحيم ، السميع البصير ، اللطيف الخبير ، خالق العالمين ، مالك يوم الدين ، المالك القادر ، الخالق الرازق ، المحيي المميت ، الدائم الباقي ، اللّه
لا إله إلاّ هو ، الحمد للّه شكرا ، الحمد للّه حقّا ، اللّه وليّ الدين ، توكّلت على اللّه ، حسبي اللّه وكفى ، وحده لا شريك له .
ص: 180
آيات على عددهم : « أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ » أي أولاده ، « وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ »أي بأولاده ، « وَعَلَّمَ آدَمَ الأَْسْماءَ » ، وذلك أنّه رأى أسماءهم مكتوبات على العرش ، « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً » ، « فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ » ، « سَنُرِيهِمْ آياتِنا » ، « فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ » ، « اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ » .
مدح النبي صلى الله عليه و آله على عددهم : النبي المصطفى ، الولي المجتبى ، أفضل
العالمين ، خاتم النبيين ، البشير النذير ، السراج المنير ، الصادق المقال ، الشريف الخصال ، الحاكم بالعدل ، القاضي بالفصل ، الهادي المرشد ، الشفيع المنقذ .
* * *
محمد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، محمد صلى الله عليه و آله حبيب اللّه ، محمد صلى الله عليه و آله أمين اللّه ، محمد صلى الله عليه و آله جاء بالشرع ، محمد صلى الله عليه و آله خصّ بالوحي ، محمد صلى الله عليه و آله صاحب الحقّ ، محمد صلى الله عليه و آله صفوة الربّ ، محمد صلى الله عليه و آله سيد الرسل ، محمد صلى الله عليه و آله خير البشر ، محمد صلى الله عليه و آله سيد العرب ، محمد صلى الله عليه و آله نبي الهدى ، محمد صلى الله عليه و آله أبو القاسم .
أسماء الأنبياء على عددهم : آدم عليه السلام والد البشر ، آدم عليه السلام خليفة اللّه ، نوح عليه السلام ذو السفينة ، نوح عليه السلام ذو الطوفان ، إبراهيم عليه السلام الخليل .
ص: 181
آدم نوح إبراهيم ، موسى عيسى عليهم السلام محمد صلى الله عليه و آله .
موسى والتوراة ، موسى كليم اللّه .
عيسى والإنجيل ، عيسى كلمة اللّه .
محمد صلى الله عليه و آله والفرقان ، أولوا العزم خمسة خاتمهم أفضلهم .
ألقاب علي عليه السلام على عددهم : علي عليه السلام وصي الرسول صلى الله عليه و آله ، علي عليه السلامزوج البتول عليهاالسلام، علي عليه السلام قامع الشرك، علي عليه السلام دامغ الإفك، علي عليه السلام قالع الباب، علي عليه السلام ردّ الأحزاب ، علي عليه السلام عالم الأمّة ، علي عليه السلام أبو الأئمة ، علي عليه السلام
فارج الكرب ، علي عليه السلام خليفة الربّ ، علي عليه السلام ذو العجائب ، علي عليه السلام
ذو الغرائب ، علي عليه السلام خليفة اللّه ، حيدرة عليه السلام أبو تراب ، علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، أمير المؤمنين عليه السلام .
ذكر أئمتنا عليهم السلام على عددهم : الأئمة من قريش ، النبي والإمام ، علي وأولاده حقّ ، فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، الحسن والحسين عليهماالسلام ، الحسن المسموم عليه السلام ، الحسين الشهيد عليه السلام ، الحسين بن علي عليهماالسلام ، علي ذو الثفنات عليه السلام ، الإمام الباقر عليه السلام ، الإمام الصادق عليه السلام ، الإمام الكاظم عليه السلام ، الرضا وصي موسى عليهماالسلام ، أبو جعفر التقي عليه السلام ، البر الوصي النقي ، الحسن العسكري عليه السلام ، الحجّة المنتظر عليه السلام ، إثنا عشر خليفة ، إثنا عشر إماما ، إثنا عشر نقيبا ،
ص: 182
إثنا عشر أسباطا ، الحجج إثنا عشر ، الأئمة إثنا عشر ، أصحاب الأعراف ، ذرّية نبي الهدى ، أهل بيت الرسول ، العترة الزكية ، كتاب اللّه العترة ، المنصوص عليهم ، صلّى اللّه عليهم ، وليّهم في الجنّة ، عدوّهم في النار .
* * *
لقد أتانا خبر
بأنّهم إثنا عشر
وسيلتي في محشري
أئمتي إثنا عشر
كلمات حقّ على عددهم : إنّهم الصدّيقون ، الهدى دين الحقّ ، أئمة أمناء اللّه ، العقل حجّة اللّه ، الشرع دين اللّه ، الدين الإسلام ، النجاة الإيمان ، العماد القرآن ، الوعد والوعيد ، الحياة والموت ، البعث والنشور ، محاسبة العباد ، الجنّة والجحيم ، الثواب الدائم ، العقاب الدائم ، من تفقّه استبصر ، لا عمل إلاّ بنية ، الطهر وضوء وغسل ، الوضوء غسل ومسح ، الكعبة القبلة .
الصلوات الخمس ، الزكاة والصوم ، لا حجّ إلاّ بعمرة ، الصفا والمروة ، الطواف والسعي ، والمشعر الحرام .
استخراج أسمائهم من الحروف : يستخرج إثنا عشر من « حاء » محمد صلى الله عليه و آله ، ومن داله ، وكذلك من « دال » آدم عليه السلام و« حاء » حواء .
ص: 183
يؤخذ « باء » بسم ، و« الف » اللّه ، و« حاء » الرحمن ، و« الف » الرحيم ، فيكون إثنا عشر .
وفي بسم اللّه (1) ثلاث « ميمات » ، وفيهم ثلاث محمد .
وفيه أربع « لامات » ، وفيهم أربع علي .
وفيه « ياء » يدلّ على الحسين عليه السلام .
و« سين ونون » يدلّ على الحسن عليه السلام .
وفيه « راء » يدلّ على جعفر عليه السلام .
وفيه « سين » يدلّ على موسى عليه السلام .
* * *
خمس ميمات وعينان وفا
معها جيم وحاءان وحا
شفعائي يوم ألقا
هم ونعم الشفعا
وأعظم سورة الإخلاص ، وفيها عددهم أربع مرات .
وإنّ « ألم » و« حم » في القرآن إثنا عشر .
وقال المفسرون : حروف المعجم في أوائل السور سرّ اللّه .
ص: 184
وكذلك يستخرج من « كهيعص » اسم علي وفاطمة عليهماالسلام ، وفي « حم » ثلاثة أحرف من محمد ، وفي « طه » حرفان من فاطمة عليهاالسلام ، وفي « يس » حرفان من الحسن والحسين عليهماالسلام .
* * *
بأربعة كلّ يسمّى محمدا
وأربعة أسماؤهم كلّهم علي
وبالحسنين والحسين وجعفر
وموسى أجرني إنّني لهم ولي
وحروف أسمائهم إثنان وأربعون ، المكرّر منها ثمانية وعشرون ، وغير المكرّر إثنا عشر ، وهي علي حسن مجد رؤوف .
وحروف المنقّط من محمد إلى محمد إثنا عشر .
* * *
عليّان موسى جعفر حسنان
محمدان عليان الرضا والقائم
* * *
ص: 185
ومنها ما أظهر في العلوم :
الأعراض على ضربين :
أحدهما : فعل للّه - تعالى - .
والآخر : فعل لنا .
فأفعال اللّه - تعالى - إثنا عشر : حياة ، قدرة ، شهوة ، نفار(1) ، لون ، طعم ، رائحة ، حرارة ، برودة ، رطوبة ، يبوسة ، فناء .
ويدلّ ذلك على أنّ الإمامة من فعله نصّا ، ولا يكون اختيارا ، وأنّهم إثنا عشر .
بناء أصول الفقه إثنا عشر : الخطاب ، الأوامر ، النواهي ، العموم الخصوص ، المجمل البيان ، النسخ ، الأخبار ، الإجماع ، الأفعال ، القياس ، الاجتهاد ، الحظر ، الإباحة .
ص: 186
نحو : اسم ، فعل ، حرف ، و« يا » من حروف النداء ، وهي إثنا عشر .
لفظة « إثنتي عشر » من بين أخواتها معربة ، شرّفت على أخواتها ، كما شرفت الأئمة عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه و آله على سائر الخلق .
الثلاثي إثنا عشر بناء ، وذلك أنّ للفاء فتحة وضمّة وكسرة ، وللعين فتحة وضمّة وكسرة وسكون ، فهذه ثلاثة في أربعة ، فيكون إثني عشر .
فالفاء المفتوحة نضربها في الأربعة الأوجه في العين ، فتخرج « فِعْلٌ فعل فعل فعل » .
ثم تصرف ضمّة الفاء في الأربعة الأوجه في العين ، فتخرج « فعل فعل فعل فعل » .
وتكسر الفاء ، فتخرج « فعل فعل فعل فعل » ، عشرة مستعملة ، وإثنان مهملان ، وهما « فعل وفعل » .
وقال الأخفش : جاء الدئل ، وقال الليث : والوعل في الوعل ، فصار إحدى عشر مستعملاً ، وبقي واحد مهملاً ، وهو بمنزلة المنتظر عليه السلام .
تكبيرات الركعتين إثنا عشر ، وتكبيرات صلاة العيد إثنا عشر ، ووعد الجنّة بإثني عشر شرطا في قوله « وَعِبادُ الرَّحْمنِ » الآية .
وفرض الصلوات في اليوم والليلة سبع عشر ركعة ، فاثنتا عشرة منها تدلّ على المعصومين عليهم السلام ، وخمسة تدلّ على الأصول الخمس .
ص: 187
أعلام مكة إثنا عشر .
القارن والمفرد يحجّان من أربع جوانب البيت على إثني عشر ميلاً .
أبواب مسجد البني صلى الله عليه و آله إثنا عشر .
وكان لوح موسى
عليه السلام إثني عشر ذراعا .
وجاء في تفسير قوله - تعالى - « وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً » أنّه بقي مع النبي صلى الله عليه و آله إثنا عشر رجلاً ، وفي رواية ثمانية .
وسئل أمير
المؤمنين عليه السلام عن طول الكواكب وعرضها ، فقال : إثنا عشر فرسخا في إثني عشر فرسخا .
ويقال : يقطع المشتري الفلك في إثني عشر سنة .
وقالوا : الفرسخ إثنا عشر ميلاً ، وكلّ ميل ألف ذراع .
الجهات الأربع : الشرق ، والشمال ، والغرب ، والجنوب .
الرياح الأربع : الصبا ، والدبور ، والشمال ، والجنوب .
الحمل والمريخ ، الثور والزهرة ، الجوزا وعطارد ، السرطان للقمر ، الأسد بيت الشمس ، السنبلة وعطارد ، السابع للزهرة ، الثامن للمريخ ، القوس للمشتري ، العاشر بيت زحل ، برج الدلو لزحل ، الحوت للمشتري .
* * *
ص: 188
قال المعري(1) :
حسد من أربع يلحظه
سبعة دانية في إثني عشر
مستشار جائر في نصحه
وأمين ناصح لم يستشر
* * *
قوله « وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ » ، وهي : حمل ، ثور ، جوزا ، سرطان ، أسد ، سنبلة ، ميزان ، عقرب ، قوس ، جدي ، دلو ، حوت .
* * *
قال الناشي :
قوم نجوم في البروج منيرة
في برج ثاني العشر ظلّ قرانها
ومنازل القمر المنير عليهم
سعد السعود وغيرهم دبرانها
شرفت بوطئهم البقاع وإن علوا
قلل المنابر شرّفت عيدانها
سل عنهم الليل البهيم فإنّهم
في كلّ حندس ليلة رهبانها
حساب على عددهم :
ومن الحجّة على عباده بعد الرسل ؟
وزنه : علي بن أبي طالب عليهماالسلام إمامنا ، ووصي المصطفى بعده .
وعدد كلّ واحد منهما ثمانمائة وثلاثة .
ص: 189
ومن يكون القدوة القائم بالحجّة بعد علي بن أبي طالب ؟
وزنه : الحسن بن علي عليهماالسلام النقي .
عدد كلّ واحد واحد منهما ثمانمائة وإثنان وخمسون .
* * *
ومن الحجّة بعد النقي الحسن بن علي عليهماالسلام ؟
وزنه : البرّ المقتول الحسين بن علي عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما ألف ومائة وواحد وسبعون .
* * *
ومن هو الحجّة بعد الحسين بن علي عليهماالسلام ؟
وزنه : الزكي علي بن الحسين بن علي عليهم السلام .
وعدد كلّ واحد منهما خمسمائة وواحد وخمسون .
* * *
ومن قام بعد السيد علي بن الحسين عليهماالسلام ؟
وزنه : أقيم القائم محمد بن علي عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما سبعمائة وتسعة وثلاثون .
* * *
فمن قام بعد الباقر عليه السلام بحجّة ؟
وزنه : الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما سبعمائة وتسعة وثلاثون .
* * *
ص: 190
ومن هو الإمام القدوة القائم بالحجّة بعد الصادق عليه السلام ؟
وزنه : الأمين وصي الأوصياء موسى بن جعفر عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما ثمانمائة وثمانية وتسعون .
* * *
ومن في الأرض بعد موسى عليه السلام حجّه ؟
وزنه : الرضا علي بن موسى عليهماالسلام حجّة .
وعدد كلّ واحد منهما ألف وثلاثمائة وستة وثلاثون .
* * *
من كان القائم بالحقّ بعد علي بن موسى عليهماالسلام الحجّة ؟
وزنه : محمد بن علي عليهماالسلام الثّقة .
وعدد كلّ واحد منهما ثمانمائة وواحد وتسعون .
* * *
فمن الحجّة بعد محمد بن علي عليهماالسلام ؟
وزنه : الولد الصالح الزكي علي بن محمد عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما خمسمائة وسبعة وأربعون .
* * *
ومن القدوة من القائم بالحجّة بعد الناصح علي بن محمد عليهماالسلام ؟
وزنه : الخالص الحسن بن علي عليهماالسلام .
وعدد كلّ واحد منهما ألف ومائتان وستون(1) .
ص: 191
نوع آخر على الآيات :
« ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » ، يوافق ذلك : وذرية نبي اللّه من فاطمة وأمير المؤمنين عليهماالسلام ، وهم أحد عشر ، منهم مهديهم القائم بالحقّ .
حساب كلّ واحد منهما ثلاثة آلاف ومائة وسبعة وخمسون .
* * *
« وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ » ، يوافق ذلك : هؤلاء هم الأئمة الأمناء إثنا عشر ، العلماء أهل بيت المصطفى ، وأصحاب الأعراف يوم القيامة ، صلّى اللّه عليهم .
حساب كلّ واحد منهما ثلاثة آلاف وتسعة وتسعون .
* * *
« كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ » ، يوافق ذلك : وهم النبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والأئمة عليهم السلام الإثنا عشر ، أهل البيت ، أمناء اللّه ، سلام اللّه عليهم .
حساب كلّ واحد منهما ألفان وسبعمائة وواحد وأربعون .
* * *
« وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ » ، يوافق ذلك : هم العلماء من أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله الرسول ، الإثنا عشر العدول ، صلّى اللّه عليهم .
حساب كلّ واحد منهما ألفان وثمانمائة وتسعة عشر .
ص: 192
« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ » ، يوافق ذلك : أولياء أمر الأمّة ، آل نبي الرحمة ، الإثنا عشر الأئمة .
حساب كلّ واحد منهما ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون .
* * *
« فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤلاءِ شَهِيداً » ، يوافق ذلك : الشهود بعد النبي صلى الله عليه و آله على الأمّة إثنا عشر برّا .
حساب كلّ واحد منهما ألفان وسبعة وعشرون .
* * *
«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ
الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ » ، يوافق ذلك : علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي يكون في عقبه أحد عشر إماما هاديا مهديا عليه السلام .
حساب كلّ واحد منهما ثلاثة آلاف وخمسمائة وسبعون .
* * *
« وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ » ، يوافق ذلك : وهم بعد نبينا إثنا عشر .
حساب كلّ واحد منهما ألف وثلاثمائة وإثنان .
* * *
« رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » ، يوافق ذلك : الرسول وإثنا عشر برّا زكيّا بعده .
حساب كلّ واحد منهما ألف وسبعمائة وسبعون .
ص: 193
« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » ، يوافق ذلك : أرباب الطهارة في الآية محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ، وابنه الهادي المهدي ، صلوات اللّه عليهم .
حساب كلّ واحد منهما ألفان وسبعمائة وسبعة وسبعون .
* * *
« قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى » ، يوافق ذلك : هو ودّ الإثني عشر .
حساب كلّ واحد منهما ألف ومائة وثلاثة وثمانون .
ص: 194
ومنها ما أظهر في الأزمان .
قوله « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً » .
داود الرقي ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام : يا سماعة بن مهران ، ائتني بتلك الصحيفة .
فأتاه بصحيفة بيضاء ، فدفعها إليّ وقال : اقرأ هذه ، فقرأتها ، فإذا فيها سطران :
السطر الأول : لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
والسطر الثاني : « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأْرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ » علي بن أبي طالب ، والحسن بن علي ، والحسين بن علي . . إلى قوله : والخلف الصالح ، منهم الحجّة للّه .
ثم قال : يا داود ، أتدري أين كان ؟ ومتى كان مكتوبا ؟
قلت : يا بن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، اللّه أعلم ورسوله وأنتم .
قال : قبل أن يخلق آدم بألفي عام(1) .
ص: 195
إنّ اللّه - تعالى - قد ذكر فيها أنّها الدين القيم، والتديّن بها واجب، والتحوّل عنها كفر، ولاخلاف أنّ معرفة الشهور والسنين ليست بواجبه غير شهر رمضان، وذي الحجّة لمن وجب عليه الحجّ ، وإنّ من مات ولم يعرف الشهور والأعوام ليس يلحقه ذمّ ، ومن مات ولم يعرف الأئمة مات ميتة جاهلية(1) .
* * *
قال العبدي :
أئمتي سادة البرايا
عدّوا كما عدّت الشهور
* * *
ولغيره :
ذخيرتي للحشر والنشور
أئمّتي في عدد الشهور
* * *
قالوا : الشهور هلالية ، اليوم ، والليلة ، والصباح والمساء ، الأزمنة الأربعة : الشتاء ، والربيع ، والصيف ، والخريف .
روضة الواعظين : روى الصقر بن أبي دلف في خبر طويل . . : قلت لأبي الحسن العسكري عليه السلام : يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه و آله لا أعرف معناه ؟ قال : وما هو ؟
ص: 196
قلت : قوله : لا تعادوا الأيام فتعاديكم ، ما معناه ؟
فقال : نعم ، الأيام ما قامت السماوات والأرض :
فالسبت : اسم رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
والأحد : كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام .
والإثنين : الحسن والحسين عليهماالسلام .
والثلاثاء : علي بن الحسين عليهماالسلام ، ومحمد بن علي عليهماالسلام ، وجعفر بن محمد عليهماالسلام .
والأربعاء : موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وعلي بن موسى عليهماالسلام ، ومحمد بن علي عليهماالسلام ، وأنا .
والخميس : ابني الحسن عليه السلام .
والجمعة : ابن ابني عليهماالسلام ، واليه تجمع عصابة الحقّ ، وهو الذي يملأها قسطا وعدلاً كما ملئت جورا وظلما .
فهذا معنى الأيام ، فلا تعادوهم في الدنيا ، فيعادوكم في الآخرة(1) .
عدد ساعات النهار إثنا عشر ، وعدد ساعات الليل إثنا عشر .
ص: 197
ومنها ما أظهر في الأفعال :
أنهار الجنّة إثنا عشر : « فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى » .
« وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيها تُسَمّى سَلْسَبِيلاً » .
« إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ » .
« يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ » .
« وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ » .
« فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ » .
« فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ » .
وفي الخبر . . فقال جبرئيل عليه السلام : كيف لو رأيت إسرافيل عليه السلام ، وله إثنا عشر جناحا .
ص: 198
النور إثنا عشر نوعا : حجري ، شجري ، شمسي ، قمري ، نجمي ، جوهري ، برّي ، بحري ، شرقي ، غربي ، ظاهري ، باطني .
العناصر أربعة : ماء ، تراب ، ريح ، نار ، وهي إثنا عشر حرفا ، كأنّ اللّه خلقها على عددهم .
الجزائر الكبار إثنا عشر ، وهي معروفة .
أبو المضا عن الرضا عليه السلام في قوله « وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ » قال : الأوصياء .
ظاهر العالم على إثني عشر : حشيش ، بقول ، رياحين ، حبوب ، أشجار مثمرة، غير مثمرة، حشرات، سباحة، طيارة، سباع، بهائم، إنس.
ص: 199
للنوامي اثنتا عشرة حالة : زهرتها ، ورقها ، حملها ، قوتها ، نضجها ، رائحتها ، طعمها ، بيعها ، شراؤها ، أكلها ، استحالتها .
الأجساد إثنا عشر : ذهب ، فضة ، رصاص ، أسرب ، شبه ، صفر ، نحاس ، قير(1) ، كبريت ، زيبق ، حديد .
الجواهر الخلص إثنا عشر : لؤلؤ ، ياقوت ، لعل ، فيروزج ، عقيق ، بدخش ، جزع ، زمرد ، ألماس ، يشب ، بسذ ، لازورد .
أصول العطر إثنا عشر : عنبر ، مسك ، كافور ، عود ، ماء ، ورد ، ند ، غالية ، زعفران ، زباد ، مخلوطات .
أحسن الرياحين إثنا عشر : ورد ، نرجس ، سوسن ، بنفسج ، خيرى ، شنبليذ ، نيلوفر ، منثور ، ياسمين ، ريحان ، أذريون .
ص: 200
أصول الحلاوى إثنا عشر : قصب السكر ، عسل ، عنب ، تمر ، طرنجبين ، من ، كزنجبين ، فرصاد ، بطيخ ، موز ، خرنوب ، عناب .
ص: 201
ومنها ما أظهر في نفس بني آدم :
خلق الآدمي على إثني عشر طبقة : شعر ، ظفر ، جلد ، لحم ، شحم ، مخّ ، دم ، عروق ، عصب ، مني ، بول ، حدث ، « وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ » .
ونشؤنا من إثني عشر سلالة : علقة ، مضغة ، عظام ، لحم ، جنين ، رضيع ، فطيم ، صبي ، شاب ، كهل ، شيخ ، ميت ، « وَقَدْ ّخَلَقَكُمْ أَطْواراً » .
إثنا عشر عضوا يجمعها الجوف ، وهي : مجرى الهواء ، ومجرى الطعام ، والشراب ، والقلب ، والكبد ، والرئة ، والطحال ، والكليتان ، والمرارة ، والمثانة ، والمعدة العليا ، والمعدة السفلى .
الأعضاء المتّصلة إثنا عشر : قدم ، ساق ، فخذ ، يد ، بطن ، صدر ، ظهر ، عنق ، رأس ، وهو بمنزلة النبي صلى الله عليه و آله ، فجعله رئيسا لهم .
ص: 202
الأعضاء المنفصلة المزدوجة إثنا عشر : قدمان ، ساقان ، فخذان ، عضدان ، ذراعان ، كفّان .
المنافذ والخروق إثنا عشر : عينان ، أذنان ، منخران ، فم ، ثديان ، سرّة ، سوأتان(1) ، « نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ » يعني قوّينا منافذهم .
وفي الوجه إثنا عشر جزءا : جبهة ، حاجبان ، عينان ، خدّان ، أنف ، فم ، شفتان ، لسان ، « فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ » .
عظام الأصابع من كلّ يد ورجل - سوى الأباهيم - إثنا عشر إثنا عشر ، والإبهام بمنزلة النبي صلى الله عليه و آله .
وإبهام خير المرسلين محمد
فصلّى عليه الواحد المتكبر
* * *
ص: 203
وخصال القلوب إثنا عشر : ذهن ، انتباه ، سرح ، حياة ، حياء ، بصر ، فهم ، يقين ، عقل ، معرفة ، خوف ، رجاء ، والقلب بمنزلة النبي صلى الله عليه و آله ، « إنّ في جسد ابن آدم لمضغة(1) » . . الخبر .
ص: 204
ص: 205
ص: 206
محمد صلى الله عليه و آله نبي الجبار ، علي عليه السلام كرار غير فرار ، الحسن عليه السلام مسموم الفجار ، الحسين عليه السلام قتيل الكفار ، السجاد عليه السلام شمس الأبرار ، الباقر عليه السلام
أنس الأخيار ، الصادق عليه السلام سيد الأحرار ، الكاظم عليه السلام خير الأخيار ، الرضا عليه السلام قدس الأسرار ، التقي عليه السلام المبرأ عن العار ، النقي عليه السلام الوليّ البارّ ، الزكي عليه السلام المطهّر من الشنار ، المهدي عليه السلام ولي الثأر .
محمد صلى الله عليه و آله خاتم الأنبياء ، علي عليه السلام سيد الأوصياء ، الحسن عليه السلام وليّ الأصفياء ، الحسين عليه السلام إمام الشهداء ، السجاد عليه السلام زين الأتقياء ، الباقر عليه السلام
علم الأولياء ، الصادق عليه السلام ظهير الفقراء ، الكاظم عليه السلام مؤنس الضعفاء ، الرضا عليه السلام معلّم الفقهاء ، التقي عليه السلام ميراث النقباء ، النقي عليه السلام مزيّن الأمراء ، الزكي عليه السلام وليّ الحنفاء ، المهدي عليه السلام آخر الخلفاء .
محمد صلى الله عليه و آله ركن الأعلام ، علي عليه السلام حصن الإسلام ، الحسن عليه السلام شرف الكرام ، الحسين عليه السلام زين الأيام ، السجاد عليه السلام فخر الأنام ، الباقر عليه السلام ذكر
ص: 207
الأعلام ، الصادق عليه السلام السيد الإمام ، الكاظم عليه السلام مزيّن المقام ، الرضا عليه السلام
البدر التمام ، التقي عليه السلام البلد الحرام ، النقي عليه السلام أفضل الصيام ، الزكي عليه السلامراشد
الأقوام ، المهدي عليه السلام الخلف للأقوام .
محمد صلى الله عليه و آله سراج الدين ، علي عليه السلام أمير المؤمنين ، الحسن عليه السلام مفتاح اليقين ، الحسين عليه السلام مصباح المتّقين ، السجاد عليه السلام زين العابدين ، الباقر عليه السلام
باقر علم النبيين ، الصادق عليه السلام مقتدى الصادقين ، الكاظم عليه السلامراحم المساكين ، الرضا عليه السلام مقدّم المنفقين ، التقي عليه السلام إمام المحقّقين ، النقي عليه السلام مولى المشتاقين ، الزكي عليه السلام رئيس السابقين ، المهدي عليه السلام خليفة اللّه في العالمين .
محمد صلى الله عليه و آله النبي ، علي عليه السلام الوصي ، الحسن عليه السلام الرضي ، الحسين عليه السلامالوفي ، السجاد عليه السلام الحيي ، الباقر عليه السلام السخي ، الصادق عليه السلام الوفي ، الكاظم عليه السلام
الولي ، الرضا عليه السلام العلي ، التقي عليه السلام الصفي ، النقي عليه السلام الجلي ، العسكري عليه السلام الزكي ، القائم عليه السلام المهدي .
اللّهم صلّ على السراج الوهاج ، والغيث الثجاج ، المكرم ليلة المعراج ، الداعي إلى أفضل شرع ومنهاج .
ص: 208
وصلّ على سيد العرب ، وحائز الفخر والحسب ، والهزبر الأغلب ، والأغرّ المهذب .
وصلّ على سليلة المصطفى ، وحليلة المرتضى ، ابنة رسول ربّ الأرض والسماء ، سيدة النساء ، فاطمة الزهراء عليهاالسلام .
وصلّ على الحجّة النبوي العلوي الفاطمي ، الإمام الرضي ، الحسن بن علي عليهماالسلام .
وصلّ على السيد الرشيد ، الفارس الصنديد ، ذي البأس الشديد ، الحسين عليه السلام الشهيد .
وصلّ على زين العباد ، وفخر الزهاد ، وأمان أهل البلاد ، المعروف بالسجاد عليه السلام .
وصلّ على محي سنن الأوصياء ، المصطفى بالنفس والآباء ، المرتضى للابتداء والانتهاء ، باقر علم الأنبياء عليه السلام .
وصلّ على النور المشرق ، والشجاع المطرق ، والعسل المروّق ، والكوكب المتألق ، أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليه السلام .
وصلّ على الإمام المطهّر ، والليث الغضنفر ، السيد على البشر ، أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام .
وصلّ على الطور الأشم ، والبحر الخضم ، السيد المحترم ، إمام العرب والعجم ، علي بن موسى عليهماالسلام المعظم .
وصلّ على الإمام الوفي ، والبطل الكمي ، ذي الحسب العلي ، محمد بن علي عليهماالسلام التقي .
ص: 209
وصلّ على العالم المؤيد ، والإمام المسدّد ، المعصوم المجرّد ، علي بن محمد عليهماالسلام .
وصلّ على السراج المضي ، والشرف العلي ، الإمام الزكي ، الحسن العسكري عليه السلام .
وصلّ على الإمام الحاكم ، العامل العالم ، الثائر المنتقم ، الحجّة القائم عليه السلام .
النذير المبين ، الصادق الأمين ، خاتم النبيين ، ورسول ربّ العالمين .
النجم الثاقب ، الرفيع المراتب ، الكثير المناقب ، غالب كلّ غالب ، علي بن أبي طالب عليهماالسلام .
زوجته الغراء ، الإنسية الحوراء ، البتول العذراء ، المزوّجة في السماء ، فاطمة الزهراء عليهاالسلام .
السند المعصوم ، والسيد المسموم ، الرضا المؤتمن ، أبو محمد الحسن عليه السلام .
السيد الأمين ، الواضح الجبين ، الركن الركين ، المبرأ من كلّ شين ، أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام .
عصمة المسلمين ، وإمام الصابرين ، ورئيس البكائين ، و أفضل القانتين ، وسيد المجتهدين ، علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام .
القمر الباهر ، والنجم الزاهر ، والبحر الزاخر ، والنور الظاهر ، والإمام الطاهر ، محمد بن علي الباقر عليه السلام .
ص: 210
الفرع الباسق ، واللسان الناطق ، قامع كلّ مارق ، جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
السيد العالم ، والعادل الحاكم ، والسيف الصارم ، القادر القائم ، موسى بن جعفر عليهماالسلام الكاظم .
الشرف والحجى ، والضياء المستضا ، والنور المصفّى ، قتيل طوس بالقضا ، علي بن موسى عليهماالسلام الرضا .
النور المضي ، والبطل الكمي ، والفارس الجري ، والسمح الزكي ، والمهل الروي ، محمد بن علي عليهماالسلام التقي .
الإمامين العادلين ، وارثي المشعرين ، وإمامي الحرمين ، المدفونين بسر من رأى ، علي والحسن عليهماالسلام .
الخلف المفضال ، أكرم الأخيار ، ومبيد عصبة الكفار ، م ح م د بن الحسن الهادي المهدي عليه السلام .
اللّهم صلّ
على الدعوة النبوة ، والحجّة الحيدرية ، والأعلام الحسنية ، والصلابة الحسينية ، والعبادة السجادية ، والعلوم الباقرية ، والمآثر الجعفرية ، والأسرار الكاظمية ، والحجج الرضوية ، والأنوار المحمدية ، والشروح العلوية ، والهيبة العسكرية ، والخلافة الصالحة المنتظرية .
ص: 211
اللّهم بحقّ محمد صلى الله عليه و آله وأمّته ، وعلي عليه السلام وشيعته ، وفاطمة عليهاالسلام وعترتها ، والحسن عليه السلام ودعوته ، والحسين عليه السلام وشهادته ، والسجاد عليه السلام وزهادته ، والباقر عليه السلام وجلالته(1) ، والصادق عليه السلام واستقامته ، والكاظم عليه السلام وإنابته ، والرضا عليه السلام وآيته ، والتقي عليه السلام وجلالته ، والنقي عليه السلام وهدايته ، والزكي عليه السلام
ونهايته ، والمهدي عليه السلام وغيبته .
ص: 212
ص: 213
ص: 214
لأبي تمام :
ربّي اللّه والأمين نبيي
صفوة اللّه والوصي إمامي
ثم سبطا محمد تالياه
وعلي وباقر العلم خام
والتقي الزكي جعفر الطيب
مأوى له المقرّ والمقام
ثم موسى ثم الرضا علم الفضل
الذي طال سائر الأعلام
والمصفّى محمد بن علي
والمعّرى من كلّ سوء وذام
والزكي الإمام مع نجله القائم
مولى الأنام نور الظلام
أبرزت منه رأفة اللّه بالناس
لترك الظلام بدر التمام
فرع صدق نمى إلى الرتبة القصوى
وفرع النبي لا شكّ نام
فهو ماض على البديهة بالفيصل
من رأي هزبري همام
عالم بالأمور غارت فلم
تنجم وماذا يكون في الإنجام
هؤلاء الأولى أقام بهم حجّته
ذو الجلال والإكرام
* * *
ص: 215
وقال السيد الرضي :
سقى اللّه المدينة من محل
لباب الماء بالنطف العذاب
وجاد على البقيع وساكنيه
رخي الذيل ملآن الوطاب
وأعلام الغري وما استباحت
معالمها من الحسب اللباب
وقبر بالطفوف يضمّ شلوا
قضى ظمئا إلى برد الشراب
وبغداد وسامرا وطوس
هطول الودق منخرق العباب
قبور تنطف العبرات فيها
كما نطف الصبير(1) على الرواب
صلاة اللّه تخفق كلّ يومعلى تلك المعالم والقباب
* * *
وله أيضا :
معشر منهم رسول اللّه وال
كاشف الكرب إذا الكرب عرى
صهره الباذل عنه نفسه
وحسام اللّه في يوم الوغى
أوّل الناس إلى الداعي الذي
لم يقدّم غيره لمّا دعا
ثم سبطاه الشهيدان فذا
بحسا السمّ وهذا بالظبا
وعلي وابنه الباقر والصادق
القول وموسى والرضا
وعلي وأبوه وابنه
والذي ينتظر القوم غدا
يا جبال المجد عزّا وعلا
وبدور الأرض نورا وسنا
أنتم الشافون من داء العمى
وغدا ساقون من حوض الروا
ص: 216
وقال الحصفكي(1) :
حيدرة والحسنان بعده
ثم علي وابنه محمد
وجعفر الصادق وابن جعفر
موسى ويتلوه علي السيّد
أعني الرضا ثم ابنه محمد
ثم علي ابنه المسدّد
والحسن الثاني يتلو تلوه
م ح م د بن الحسن المفتقد
* * *
ص: 217
وقال الأمير أبو فراس(1) :
شافعي أحمد ومولاي في البعث
علي والبنت والسبطان
وعلي وباقر العلم والصادق
ثم الأمين ذي التبيان
وعلي والخيران علي
وعلى العسكري القريب الداني
والإمام المهدي في يوم لا
ينفع إلاّ غفران ذي الغفران
* * *
وله أيضا :
لست أرجو النجاة من كلّ ما
أخشاه إلاّ بأحمد وعلي
وببنت النبي فاطمة الطهر
وسبطيه والإمام علي
والتقي النقي باقر علم
اللّه فينا محمد بن علي
وابنه جعفر وموسى ومولاي
علي أكرم به من علي
وأبي جعفر سمّي رسول
اللّه ثم ابنه الزكي علي
وابنه العسكري والقائم المظهر
حقّي محمد وعلي
فبهم أرتجي بلوغ الأماني
يوم عرضي على الإله العلي
* * *
ص: 218
وقال حسام الدولة أبو الشوك فارس بن محمد :
بلّغ أمير المؤمنين تحيتي
واذكر له حبّي وصدق تودّدي
وزر الحسين بكربلاء وقل له
يا بن الرسول ويا سلالة أحمد
منّي السلام عليك يا بن محمد
أبدا يروح مع الزمان ويغتدي
وعلى أبيك وجدّك المختار
والثاوين منكم في بقيع الغرقد
وبأرض بغداد على موسى وفي
طوس على ذاك الرضاء المفرد
وبسر من رأى السلام على
النقي نجل التقى والسؤدد
بالعسكريين اعتصامي من لظى
وبقائم من آل أحمد في غد
* * *
ص: 219
وقال السوسي :
بهم يبيض يوم الحشر وجهي
واقبض باليمين على الكتاب
فأوّلهم أبو حسن إمامي
إمام هدى يرى مثل الشهاب
ومنهم من سقته العرس سمّا
فغصّ أبو محمد بالشراب
ومنهم ثاويا بالطفّ أضحى
قتيلاً بالصفائح والحراب
وزين العابدين معا علي
وباقر كلّ علم بالصواب
أبو عبد الإله به أرجّي
نجاتي في الحساب وفي الكتاب
ومنهم مخبر ما كان قدما
ومخبر ما يكون بلا ارتياب
أمير المعجزات ومن تبدّى
لنا بالعلم والعجب العجاب
وتاسعهم محمد ذو سناء
مقيم عند موسى في القباب
وعاشرهم أبو حسن رجائي
أبو حسن المرجّى للمآب
وحادي عشرهم حسن إمامي
أبو القمر المغيب في الحجاب
* * *
وله أيضا :
حبّي للغائب في كوفان
ولابنه المسموم بالديفان
والثالث المقتول بالعدوان
وبعده الساجد للمنان
وباقر العلوم ذي التبيان
وجعفر محيّر الأذهان
إمامنا موسى العظيم الشأن
وابنه الثامن في نوقان
ص: 220
وابنه التاسع في بغدان
والعسكري وابنه القرمان
متى يلوح البدر للعيان
متى يقوم قائم الزمان
* * *
وله أيضا :
الطيّبون الطاهرون الخيّرون
الفاضلون السادة الأمجاد
أهل الندى أهل الحجى
أهل التقى أهل النهى الزهّاد
أهل الرياسة والسياسة والنفاسة
والشراسة في الأولى شداد
السادة العلماء والحلماء
والفقهاء والحكماء والعبّاد
الأنجم الصبحاء والفصحاء
والرجحاء والسمحاء والنقّاد
أنتم عداد شهورنا ونجومنا
وبكم تصحّ وتستوي الأعداد
منكم علي والحسين وقبله
حسن أخوه ومنكم السجّاد
ومحمد منكم وجعفر وابنه
وكذاك موسى في العلى شيّاد
ثم الرضا ومحمد وعليّه
وأبو الذي الدنيا له تنقاد
ذاك المميت الجور بالعدل الذي
فيه لمن يبغي الرشاد رشاد
* * *
ص: 221
وقال عضد الدولة(1) :
إن كنت جئتك في الهوى متعمّدا
فرميت من قطب السماء بهاويه
وبرئت من حبّ ابن بنت محمد
وحشرت من قبري بحبّ معاويه
إنّ الأئمة بعد أحمد عندنا
إثنان ثم إثنان ثم ثمانيه
* * *
ص: 222
وقال البشنوي :
آليت ربّي بالهدى متمسّكا
بإثني عشر بعد النبي مراقبا
أبقى على البيت المطهر أهله
بيت قريش للديانة طالبا
* * *
ص: 223
وقال العوني ، وينسب إلى عياش :
سلام على خير الورى خاتم النذر
سلام على المستحفظ الطاهر الطهر
سلام وريحان وروح ورحمة
على علم الدين المتوّج بالفخر
سلام على بحر الندى لجّة الحجى
به نزل الأملاك بالخير والذكر
سلام على صنو النبي وصهره
أبي حسن أكرم به ذاك من صهر
سلام على الطهر الزكية فاطم
سلام على أولادها الأنجم الزهر
سلام على المعروف بالحلم والتقى
سلام على المقتول بالبيض والسمر
سلام على السجاد ثم على ابنه
محمد ذي العلم المشهر بالبَقْر
سلام على الطهر المطهّر جعفر
سلام على موسى إلى آخر الدهر
سلام وريحان وروح على الرضا
سلام على تاليه كالكوكب الدرّي
سلام على من أكمل العشر باسمه
سلام من الباري على الحادي العشر
سلام على الطهر المسمّى بجدّه
سلام حزين القلب عبرته تجري
سلام على من سر من رأى محلّه
سلام على المرجو في محكم الزبر
* * *
وله أيضا :
خليفة اللّه أبو الخلائف الشم
العرانين البهاليل الزهر
ذو النور في التفسير والنوران في
منسله الزاكي شبير وشبر
ص: 224
الأول المسموم والثاني الذي
بقتله رهط ملاعين كفر
واذكر عليا والذي أظهر في
الخلق علوما ثم أبدا ونشر
الراكع العابد والساجد حتى
قصّ من بين جبينه الدبر(1)
ثم اذكر الباقر للعلم ألايا حبّذا من باقر وما بقر
ثم اذكر الصادق أعني جعفرامثل أبي موسى بخير من ذكر
ثم الرضا أعني عليا خيرة اللّه بيمنه إلى المجد خبر
ثم اقتفاه في الهدى محمدثم علي فأتانا ما ذخر
من سبل الحقّ ومن بعدهمافالحسن المحبوب بالبرّ الطهر
السيد المهدي والقائم فيالأرض الذي غيّب فهو المنتظر
يملأها عدلاً كما قد ملئتجورا وذو العزّة يعطيه الظفر
* * *
ص: 225
وقال السيد الحميري :
على آل الرسول وأقربيه
سلام كلّما سجع الحمام
أليسوا في السماء هم نجوم
وهم أعلام عزّ لا يرام
فيا من قد تحيّر في ضلال
أمير
المؤمنين هو الإمام
رسول اللّه يوم غدير خم
أناف به وقد حضر الأنام
وثاني أمره الحسن المرجّى
له بيت المشاعر والمقام
وثالثه الحسين فليس يخفى
سنا بدر إذا اختلط الظلام
ورابعهم علي ذو المساعي
به للدين والدنيا قوام
وخامسهم محمد ارتضاه
له في المأثرات إذا مقام
وجعفر سادس النجباء بدر
ببهجته زها البدر التمام
وموسى سابع وله مقال
تقاصر عن أدانيه الكرام
علي ثامن والقبر منه
بأرض الطوس إن قحطوا رهام(1)
وتاسعهم طريد بني البغايامحمد الزكي له حسام
وعاشرهم علي وهو حصنيحنّ لفقده البلد الحرام
وحادي العشر مصباح المعاليمنير الضوء الحسن الهمام
وثاني العشر حان له القيامم ح م د الزكي به اعتصام
سيظهر عاجلاً نورا خفياوينساق الأمور به انتظام
أولئك في الجنان بهم مساعيوجيرتي الخوامس والسلام
ص: 226
وقال الخطيب الباهر ابن الفرار المطيري :
بدين المصطفى أرجو نجاتي
وحبّ المرتضى من يوم شين
بفاطمة البتول أتاك رشدا
وبالحسن الزكي وبالحسين
بزين العابدين وصلت حبلي
علي بن الحسين ومن كذين
وإنّ الباقر بن علي ركني
محمد وهو ركن الأمّتين
وكهفي جعفر الصادق علما
أفوز من الجنان بحلّتين
وكاظم غيظه الطهر موسى
إلى ربّي جعلت وسيلتين
وإنّي بالرضا علي بن موسى
وثقت بأن أتاك فضيلتين
كذاك وبالزكي أمنت يوما
محمد من أليم عقوبتين
وحسبي بالإمام علي وابن
له حسن قتلى العسكرين
نجاب(1) به وحبّ الكلّ جمعا
هو المهدي أرجى خصلتين
* * *
ص: 227
وقال ابن حماد :
صلّى الإله على علي ذي العلى
ما نال طيرا أو علا أغصانا
وسقى المدينة والبقيع ومشهدا
حلّ الغري الطهر من كوفانا
وسقى قبورا بالطفوف منيرة
وسقى قبورا ضمّنت بغدانا
وسقى مقابر سر من رأى والذي
من طوس أصبح ثاويا نوقانا
* * *
وله أيضا :
أنا مولى للسادة الأمجاد
أهل بيت التقى وباب الرشاد
أنا مولى لأحمد وعلي
ولسبطيهما وللسجاد
أنا مولى لباقر العلم و
الصادق ذيالفضل والتقى والسداد
أنا مولى لكاظم الغيظ موسى
وعلي الرضا ونعم الجواد
أنا مولى للعسكريين حقّا
ثم للقائم الإمام الهادي
معشر طاب مولدي بولاهم
وعليهم يوم المعاد اعتمادي
وموالاتهم نجاة من النار
وحصني من هول يوم المعاد
* * *
وله أيضا :
إلهي بحقّ الحقّ من آل هاشم
بصفوتك الصفوة الهداة الأكارم
بأحمد المختار بالقرم حيدر
بسبطيه بالطهر البتولة فاطم
بجاه علي ذي التقى بمحمد
بجعفر ربّ المعجزات العظائم
ص: 228
بموسى المصفّى بالرضا بمحمد
بحقّ علي ذي العلا والمكارم
وبالحسن الميمون والقائم الذي
غدا خير مأمول وأكرم قائم
بإثني عشر صفّيتهم وارتضيتهم
وطهّرتهم من نسل أولاد آدم
بحقّهم يا ذا المعارج نجّني
وجد لي بعفو من عظيم الجرائم
* * *
وله أيضا :
يا علي المرتضى لست أبغي عوضا
منك أو عنك ولاحاشاي بالمنحرف
أنا مولى حيدرة وبنيه العشرة
والإمام القائم المنتظر المستخلف
* * *
ص: 229
وقال أبو الفتح محمد بن السابوري :
سلام على الصفوة المصطفى
محمد ذي المنهج الأقوم
سلام على ابن أبي طالب
أخي الحرب والفارس المعلم
سلام من اللّه ما غرّدت
حمام على النبأ الأعظم
سلام على حرّة بعلها
سبيل النجاة لمن قد عمي
سلام على الحسن المرتجى
كنور بدا في دجى مظلم
سلام على من سقي بالطفوف
كؤوسا أمرّ من العلقم
سلام على ساجد عابد
حماه المهيمن عن مجرم
سلام على باقر علمه
يفجّر كالجدول المفعم
سلام على جعفر بعده
سلام كئيب به مغرم
سلام على كاظم نوره
توقّد كالسبعة الأنجم
سلام على مفرد قبره
بطوس وطوس به يحتمي
سلام على تاسع مجده
تألّق كالعلم المعلم
سلام على عاشر جوده
أسحّ من السيل بالمرزم
سلام على حادي عشرهم
سلام على القائم القيم
سلام عليكم بني أحمد
وأولاد حيدرة الأكرام
سلام عليكم بني فاطم
سلام محبّ لكم مكرم
* * *
ص: 230
وقال أبو عبيد اللّه الحسيني :
يا طيب نفح النسيم في سحر
عرج على طيبة بتغليس(1)
وزر بقيعا بما تخدّ بهرسما من الدين جدّ مطموس
واغزهما بالغري(2) رازمةتثلم أضحاكها بتعبيس
وطف بها بالطفوف مدلجاوحيّها ضحوة بتشميس
واقصد ببغدان من أزمّتهايرو صداها بطول تعريس
وخصّ سامرة بمرتجزيشوب تطبيقه بتبجيس(3)
وازحف إلى طوس واقض محتسباحقوق ذاك الغريب في طوس
مشاهدا روّحت مراقدهابرحمة نوّرت بتقديس(4)
* * *
ص: 231
وقال الصاحب :
يا زائرين اجتمعوا جموعا
وكلّهم قد أجمعوا الرجوعا
إذا حللتم تربة المدينه
بخير أرض وبخير طينه
فابلغوا محمدا الزكيّا
عنّي السلام طيبا زكيّا
حتى إذا عدتم إلى الغري
فسلّموا منّي على الوصي
وبعد بالبقيع في خير وطن
اهدوا سلامي نحو مولاي الحسن
وأبلغوا القتلى بأرض الطفّ
تحيتي ألفان بعد ألف
ثمّة عودوا ببقيع الغرقد
نحو علي بن الحسين سيدي
وباقر العلم أخا الذخائر
ومعدن العلياء والمفاخر
وكنز علم اللّه في الخلائق
جعفر الصادق أتقى صادق
فبلّغوهم من سلامي النامي
ما لا يزول مدّة الأيام
حتى إذا عدتم إلى بغدان
بمشهد الزكاء والرضوان
فبلّغوا منّي سلاما ذايبا
سلام من يرى الولاء واجبا
وواصلوا السير وزوروا(1) طوسا
نحو علي ذي العلى بن موسى
حيّوه عنّي ما أضاء كوكبوما أقام يذبل وكبكب(2)
ص: 232
وسلّموا بعد على محمدبأرض بغدان زكي المشهد
واعتمروا عسكر سامراءاهدوا سلامي أحسن الإهداء
نحو علي الطاهر المطهروالحسن المحسن نسل حيدر
* * *
وله أيضا :
يا زائرا قد قصد المشاهدا
وقاطع الجبال والفدافدا
فأبلغ النبي من سلامي
ما لا يبيد مدّة الأيام
حتى إذا عدت بأرض الكوفة
البقعة الطاهرة المعروفة
وصرت في الغري في خير وطن
سلّم على خير الورى أبى الحسن
ثمّة سر نحو بقيع الغرقد
مسلما على أبي محمد
وعد إلى الطف بكربلاء
اهد سلامي أحسن الإهداء
بخير من قد ضمّه الصعيد
ذاك الحسين السيد الشهيد
واجنب إلى الصحراء بالبقيع
فثمّ أرض الشرف الرفيع
هناك زين العابدين الأزهر
وباقر العلم وثمّ جعفر
أبلغهم عنّي السلام راهنا
قد ملأ البلاد والمواطنا
واجنب إلى بغداد بعد العيسا
مسلما على الزكي موسى
واعجل إلى طوس على أهدى سكن
مبلّغا تحيّتي أبا الحسن
وعد لبغداد بطير أسعد
سلّم على كنز التقى محمد
وأرض سامراء أرض العسكر
سلّم على علي المطهر
ص: 233
والحسن الرضي في أحواله
من منبع العلوم في أقواله
فإنّهم دون الأنام مفزعي
ومن إليهم كلّ يوم مرجعي
* * *
ص: 234
وأنشد المندب أبو طاهر القمّي لنفسه :
أقول إنّي عبد لا عتاق له
لآل ياسين قول الصادق الجاهر
محمد وعلي والبتولة والسبط-
-ين والسيد السجاد والباقر
وجعفر وابنه موسى وحافده
الرضا ونور(1) الورى محمد الطاهر
والعسكري علي وابنه الحسنالزاكي أرومته والحجّة الباهر
* * *
ص: 235
وأنشد أبو الرضا الحسيني لنفسه :
يا ربّ ما لي شفيع يوم منقلبي
إلاّ الذين إليهم ينتهي نسبي
المصطفى وهو جدّي ثم فاطمة
أمّي وشيخي علي الخير وهو أبي
والمجتبى الحسن الميمون غرّته
ثم الحسين أخوه سيد العرب
ثم ابنه سيّد العباد قاطبة
وباقر العلم مكشوف عن الحجب
والصادق البرّ في شيء يفوه به
والكاظم الغيظ فيمستوقد الغضب
ثم الرضا المرتضى في الخلق سيرته
ثم التقي نقيبا غير ما كذب
ثم النقي ابنه والعسكري وما
لي في شفاعة غير القوم من أرب
ثم الذي يملأ الدنيا بأجمعها
عدلاً وقسطا بإذن اللّه عن كثب
وتشرق الأرض من لألآء غرّته
كالبدر يطلع من داج(1) من السحب
* * *
وله أيضا :
محمد خير مبعوث وأفضل من
مشى على الأرض من حاف ومنتعل
من دينه نسخ الأديان أجمعها
ودور ملّته عفّى على الملل
ثم الإمامة مهداة مرتبة
من بعده لأمير المؤمنين علي
ص: 236
من بعده ابناه وابنا بنت سيدنا
محمد ثم زين العابدين علي
والباقر العلم عن أسرار حكمته
والصادق البرّ لم يكذب ولم يخل
والكاظم الغيظ لم ينقض مروته
ثم الرضا لم يفه واللّه بالزلل
ثم التقى فتى عاف الأنام معا
قولاً وفعلاً فلم يفعل ولم يقل
ثم النقي ابنه والعسكري ومن
يطهّر الأرض من رجس ومن دخل(1)
القائم العدل والحاكي بطلعتهطلوع بدر الدجى في دامس الطفل(2)
تنشق ظلمة ظلم الأرض من قمرإشراق دولته يأتي على الدول
* * *
ص: 237
ولنا :
ألا إنّ خير الناس بعد نبينا
علي ولي اللّه وابن المهذّب
به قام للدين الحنيف عموده
وصار رفيعا ذا رواق مطنّب
ومن بعده نجلاه سبطا محمد
وريحانتاه من أطائب طيّب
فسيدنا السجاد أكرم من مشى
على الأرض طرّا من تقي ومعرب
وباقر علم الدين والصادق الذي
به يهتدى في كلّ عمياء غيهب(1)
وموسى أمين اللّه ثم ابنه الرضازكيّ نجار(2) قد علا كلّ منصب
فسيد سادات الأنام محمدأبو جعفر الزاكي التقي المطيّب
وخير البرايا العسكريان بعدهإمامان مهديّان في كلّ مشعب
وقائمنا المهدي لابد قاتلعداة أبيه بالحسام المشطّب(3)
يقول على اسم اللّه قد حان أمرهفيملأ عدلاً كلّ شرق ومغرب
بهم أتولّى مؤمنا متيقّناوأشنأ من أعدائهم كلّ مذهب
* * *
ص: 238
وقال محمد بن حبيب الصبي :
صلّى الإله على النبي محمد
وعلت عليا نضرة ووسام
وكذا على الزهراء صلّى سرمدا
ربّ بواجب حقّها علاّم
وعليه صلّى ثم بالحسن ابتدى
وعلى الحسين لوجهه الإكرام
وعلى علي ذي التقى ومحمد
صلّى فكلّ سيد وهمام
وعلى المهذب والمطهر جعفر
أزكى الصلاة وإن أبى الأقوام
الصادق المأثور عنه علم ما
فيكم به يتمسّك الأقوام
وكذا على موسى أبيك وبعده
صلّى عليك وللصلاة دوام
وعلى محمد الزكي فضوعفت
وعلى علي ما استمر كلام
وعلى الرضاابن الرضاالحسن الذي
عمّ البلاد لفقده الإظلام
وعلى خليفته الذي لكم به
تمّ النظام فكان فيه تمام
فهو المؤمل أن يعود به الهدى
باق وإن يستوثق الأحكام
* * *
ص: 239
وقال غيره :
إلهي بحقّ المصطفى ووصيّه
وبفاطم الزهراء ابنة أحمد
يا ربّ بالحسن الزكي ومن ثوى
في كربلا والزاهد المتعبّد
وبباقر علم التقى وبجعفر
وبحقّ موسى والرضا ومحمد
وعلي الهادي وبالحسن النقي
والحجّة المهدي الإمام السيد
اغفر ذنوبي واعف عن جرمي غدا
فوسيلتي يا ربّ آل محمد
* * *
وقال آخر :
وعرفت قبلتي النبي محمدا
حسبي وذا ذخري وعند نزاعي
وعرفت مولاي عليا صنوه
علم الهدى ومذلّ كلّ شجاع
وعرفت بعد الصنو بالحسن التقى
وعرفت كيف حقيقة الإبداع
وعرفت مولاي الحسين مفوّها
أبدا بداء دوائه استرجاعي
وعرفت سجادا سجدت لنوره
أكرم به من ساجد ركّاع
وعرفت باقر علمهم والصادق ال
ميمون ثدي العالم الرضّاع
وعرفت موسى والرضا ومحمدا
وعلي والحسن الكريم الساعي
وعرفت مولاي الإمام القائم ال
قوّام قارع كلّ باب قراع
أشباح نور في هياكل حكمة
أرواح قدس في صدور سباع
* * *
ص: 240
وقال سلامة الجنيني(1) :
أنا مولى حيدر وابنيه
والعلم السجّاد مصباح العرب
وابنه الباقر والصادق
والمرتضى موسى الإمام المنتجب
ثم الرضا ثم أبي جعفر
والعسكريين وباق محتجب
* * *
ص: 241
وقال أبو العمر عبد الملك البعلبكي :
بمحمد ووصيه وابنيهما قسما غموسا
وبمن بحيدرة الوصي المرتضى أضحت عروسا
وعليّهم ومحمد وبجعفر أيضا وموسى
وبمن بطوس قبره بأبي وأمّي من بطوسا
وثلاثة من بعدهم وبرابع يأتي بعيسى
جد لي بعفوك يا إلهي واكفني يوما عبوسا
فلقد دعوتك بالذين جعلتهم فينا شموسا
كدعاء آدم إذ دعاك فلم يخف إذ ذاك بؤسا
إلاّ غفرت خطيئتي وكفيتني يوما عبوسا
* * *
ص: 242
وقال الصاحب :
بمحمد ووصيّه وابنيهما
وبعابد وبباقرين وكاظم
ثم الرضا ومحمد ثم ابنه
والعسكري المتّقي والقائم
أرجو النجاة من المواقف كلّها
حتى أصير إلى نعيم دائم
* * *
وله أيضا :
بمحمد ووصيّه وابنيهما
الطاهرين وسيد العباد
ومحمد وبجعفر بن محمد
وسمّي مبعوث بشاطئ الوادي
وعليّ الطوسي ثم محمد
وعليّ المسموم ثم الهادي
حسن واتبع بعده بإمامة
للقائم المبعوث بالمرصاد
* * *
وله أيضا :
قد تبرأت من الجبتين تيم وعدي
ومن الشيخ العتل المستحل الأموي
أنا لا أعرف إلاّ رهن قبر بالغري
وثمانا بعد سبطيه ومنصوصا خفي
* * *
وله أيضا :
نبي والوصي وسيّدان
وزين العبادين وباقران
وموسى والرضا والفاضلان
بهم أرجو خلودي في الجنان
ص: 243
وقال كشاجم(1) :
نبيي شفيعي والبتول وحيدر
وسبطاه والسجاد والباقر المجدي
بجعفر بموسى بالرضا بمحمد
بنجل الرضا والعسكريين والمهدي
* * *
ص: 244
وقال غيره :
علي وابناه وبحران واللجّه
وموسى وطهراه وبرّان والحجّه
أولئك آل المصطفى عترة الهدى
فأفعالهم وأقوالهم حجّه
* * *
وقال غيره :
أعوذ بذي العرش ممّا جنيت
ورحمته الجمّة الواسعه
وأهل العباء وآل الحسين
أولي الأمر والحجّة التاسعه
* * *
وقال آخر :
أعددت قوما لدنياي وآخرتي
هم النجاة فخلّ اللوم يا لائم
علي وابنيه موسى جعفرا حسنا
محمدا وعليا والرضا القائم
* * *
ص: 245
وقال محمد الموسوي :
آمنت باللّه وبالمصطفى
والمرتضى والعترة الطاهره
هم خمسة يتلوهم سبعة
حجّتهم باطنة ظاهره
ولنا :
ميلاد من والاهم ظاهر
وأمّ من عاداهم عاهره
ثلاثة أربعة خمسة
أعددت للدنيا وللآخره
ما لي إلى غيرهم حاجة
بعد نبي اللّه في الساهره
* * *
ص: 246
وقال الزاهي :
والد الأسباط أنوار قلبي
في مساي بهم وابتكاري
منهم المسموم إذ لذعوه
بذعاف السمّ لذع الشرار
وقتيل الطفوف يا لهف قلبي
لقتيل قلّ فيه اصطباري
والفتى السجاد والباقر الأمجد
والصادق خدن(1) الوقار
ثم مدفون ببغداد يغشىقبره منّي بطيب المزار
والرضا فارض به ثم زرهوابكه بالهاطلات الغزار
وسمّي المصطفى يا آل نجدطال حزني بعده وافتكاري
وعلى صاحب العسكر المفرج ليباب بفرط ادكاري
وأخو الإحسان أعني إماميحسنا والركن ذو المستجار
ثم مهدي إليه اشتياقيطال وجدي به وانتظاري
* * *
وله أيضا :
هم الآل آل اللّه والقطب التي
بها فلك التوحيد أصبح دائرا
أئمة حقّ خاتم الرسل جدّهم
ووالدهم من كان للحقّ ناصرا
علي أمير المؤمنين وسيد
إلى قرنه بالسيف ما زال باترا
وأمّهم الزهراء أكرم برّة
غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا
ص: 247
ومنهم قتيل السمّ ظلما ومنهم
إمام له جبريل يكدح زائرا
قتيل بأرض الطفّ أروت دماؤه
رماح الأعادي والسيوف البواترا
ومنهم لدى المحراب سجّاد ليله
وقرم لفضل العلم أصبح باقرا
وسادسهم ياقوتة العقد جعفر
إمام هدى تلقاه بالعدل آمرا
وسابعهم موسى أبو العلم الرضا
ومن لم يزل بالعلم للخلق ناشرا
وثامنهم ثاو بطوس ومن به
طفقت حزينا للهموم مسامرا
وتاسعهم زين الأنام محمد
أبو علم للقوم أصبح عاشرا
ومنهم إمام سر من رأى محلّه
تمام لحادي العشر ظلّ مجاورا
وآخرهم مهدي دينك إنّه
إمام لعقد الفاطميين آخرا
* * *
ص: 248
وقال غيره :
يا إلهي على رضاك أعنّي
وتفضّل عليّ بالغفران
فشفيعي محمد وعلي
والبتول الزهراء والحسنان
وعلي والطاهران وموسى
والذي حلّ نازح الأوطان
وابنه واللذان في تربة العسكر
والقائم الخفي المكان
فبهم سيدي سألت فما لي
شافع غيرهم وغير القران
* * *
ص: 249
وقال محمد بن حمزة الحسيني :
بحبل رسول اللّه والبرّ حيدر
وشبليه والزهراء مفقودة العدل
وحبل علي وابنه ثم جعفر
وكاظمه ثم الرضا وابنه العدل
وحبل علي بن الزكي محمد
وبابن له المشهور بالحسن الكفل
وبالقائم المهدي من آل أحمد
سمّي لطه الطهر خاتمة الرسل
* * *
ص: 250
وقال ابن قرط أمير الموصلي :
إلهي بالميامين هداتي من بني هاشم
بأنوارك في خلقك والحجّة في العالم
بمن صيّرت جبريل لهم يا ذا العلى خادم
بخير الخلق ختّام النبيين أبي القاسم
وبالهادي علي وبحوراء النساء فاطم
وبالمسموم والمقتول ظلما لعن الظالم
وبالسجاد والباقر والصادق والكاظم
وبالمدفون في طوس علي وابنه العالم
بحقّ العسكريين وبالمنتظر القائم
* * *
ص: 251
وقال محمد بن أبي نعمان :
خليفة اللّه ربّي ليس ينكره
إلاّ جهول عمّي بادي الصمم
وفاطم خير نسوان بها فطمت
أشياعها من عظيم السخط والنقم
والصفوتان حسين قبله حسن
حبل متين وعقد غير منفصم
وتسعة كملت عدّ الشهور بهم
على بيان من القرآن منتظم
إذا قرأت براءة كنت واجده
في شرح معنى شهور الحلّ والحرم
وقبلها سورة الأعراف في قصص
الأنباء عن نقباء سادة بهم
كانوا لموسى نجيّ اللّه فاتفقت
أعدادهم عدّة الأبراج للنجم
وفي النساء إذا ما كنت تاليها
فرض لطاعتهم من بارئ النسم
وفي الحواميم أيضا ذكر ودّهم
وذكر فضلهم في النون والقلم
* * *
ص: 252
وقال غيره :
اللّه ربّي ثم أحمد شافعي
وعلي لي ذخري ليوم معاد
والحسن المسموم والمقتول
بالنهرين ظلما والفتى السجّاد
وبباقر للعلم دنت وجعفر
وبحبل موسى قد شددت عمادي
ثم الرضا ثم الإمام محمد
وعلي عاشر سادتي والحادي
والقائم المهدي الذي يحيي به
ربّ البرايا جمع كلّ بلاد
وجميعهم مثل النجوم أئمتي
ما مثلهم في حاضر أو باد
* * *
وقال آخر :
سألتك بالإله وبالنبي
وبالمدفون في أرض الغري
وبالزهراء سيدة البرايا
وبالمسموم في الماء الهني
وبالمقتول ظلما واعتداءا
وممنوعا من الماء الروي
وبالسجاد للرحمن طوعا
وباقر علمه البرّ التقيّ
بصادق عصره قسما يمينا
من الرحمن نور جعفري
بحرمة ابنه موسى كموسى
كليم اللّه حسبك من سميّ
وبالمدفون في أكناف طوس
وبالمسموم بالرطب الجنيّ
بحقّ عليّنا بدرا تلألأ
من الأشباح في الأفق العلي
وبالحسن المقيم بسرّ من
را
بسرداب حوى ابن العسكري
وبالمهدي قائم آل طاها
ودارس ذكر حقّهم المضي
ص: 253
وأنشد :
يا ذا المعارج والسماوات العلى
والأرض والفلك المطل الدائر
إنّي بأحمد والوصي وزوجه
وابنيهما وبزينهم والباقر
وبجعفر والقرم موسى والرضا
ومحمد البحر الخضم الزاخر
وبعسكريين النقي ونجله
الحسن الزكي وبالإمام الثائر
بالقائم الخلف المبارك والذي
نصّ الرسول عليه عين الطاهر
متوسّل بهم إليك ومهتد
في هديهم عن طيب أصل طاهر
* * *
ص: 254
وقال أبو الواثق العنبري :
شفيعي إليك اليوم يا خالق الورى
رسولك خير الخلق والمرتضى علي
وسبطاه والزهراء بنت محمد
ومن فاق أهل الأرض في زهده علي
وباقر علم الأنبياء وجعفر
وموسى وخير الناس في رشده علي
ومولاي من بعد الكرام إلى الورى
محمد المحمود ثم ابنه علي
وبالحسن الميمون تمت شفاعتي
وبالقائم المهدي ينمى إلى علي
أئمة رشد لا فضيلة بعدهم
سلالة خير الخلق أفضلهم علي
* * *
ص: 255
ولغيره :
أجرني فإنّي قد أتيتك صادقا
بحقّ النبي المصطفى خاتم الرسل
وبالسيّد المولى علي وفاطم
وبالحسنين المفردين عن المثل
وبالزاهد السجاد ثم محمد
وبالصادق المعروف بالعلم والفضل
بموسى بمولاي الرضا بمحمد
وبالعسكريين الإمامين بالكلّ
وبالخلف الباقي عليك بحقّهم
تفضّل بما قد جئت فيه بلا مطل
* * *
وقال آخر :
بحقّ جلال وجهك بالنبي
وحقّ الهاشمي الأبطحي
وبالقرآن إذ يوحى إليه
وحقّ وصيّه البطل الكميّ
وبالسبطين أعني ابني علي
وأمّهما ابنة البرّ الزكي
وحقّ أئمة سلفوا جميعا
على منهاج جدّهم النبي
وحقّ القائم المهدي لمّا
غفرت خطيئة العبد المسي
* * *
ص: 256
وقال زيد المرزكي :
منهم رسول اللّه أكرم من
وطأ الحصى وأجلّ من أصف
وعلي البطل الإمام ومن
وارى غرائب فضله النجف
وعلى الحسنين متّكلي
في الحشر يوم تنشر الصحف
وشفاعة السجاد تشملني
وبها من الآثام أكتنف
وبباقر العلم الذي علقت
كفّي بحبل ولائه الزلف
وبحبّ جعفر اقتوى أملي
ولشقوتي في ظلّه كنف
ووسيلتي موسى وعترته
أكرم بهم من معشر سلفوا
منهم علي وابنه وعلي
وابنه وم ح م د الخلف
صلّى الإله عليهم وسقى
مثواهم الهطالة الوكف
* * *
ص: 257
وقال ابن مكي(1) :
ومحمد يوم القيامة شافع
للمؤمنين وكلّ عبد مقنت
وعلي والحسنان ابنا فاطم
للمؤمنين الفائزين الشيعة
وعلي زين العابدين وباقر
علم التقى وجعفر هو منيتي
والكاظم الميمون موسى والرضا
علم الهدى عند النوائب عدّتي
ومحمد الهادي إلى سبل الهدى
وعلي المهدي جعلت ذخيرتي
والعسكريين الذين بحبّهم
أرجو إذا أبصرت وجه الحجّة
وقال غيره :
بسمّي المصطفى ثم سمّي المصطفى
ثم بالثالث شفّعه لذي العرش الولي
والمرجّى الحسن ثم المرجّى الحسن
وشفيع الخير مولاي الحسين بن علي
وبموسى ذي المساعي وأبيه جعفر
وعلي وعلي وعلي وعلي
ص: 258
شفعاي هم لعمري شفعائي في الورى
وبهم كربي لعمري سوف عنّي ينجلي
* * *
وقال آخر :
سألتك يا إله العالمينا
ويا محيي جميع الميتينا
بحرمة أحمد المبعوث فينا
بمولانا أمير المؤمنينا
بحقّ بتولة طهرت وطابت
فقد فاقت نساء العالمينا
وبالحسن الذي سمّوه ظلما
بنو هند تعدّوا ظالمينا
بمولانا الحسين شهيد طفّ
قتيل بني زياد المارقينا
بحقّ علي سجادٍ ونسك
وفضل محمد في الباقرينا
بحرمة جعفر وبفضل موسى
محلّ الحلم زين الكاظمينا
بمنزلة الرضا أعني عليا
بطوس شلوه أضحى دفينا
بحقّ محمد ثاوي قبورا
ببغداد يشوّقنا حنينا
بحرمة عسكريين أقاما
بسامرا مقام القاطنينا
بحقّ م ح م د المهدي بقوم
إلى الإيمان كانوا راغبينا
أجرني من عذابك يا إلهي
بهم وبجدّهم في السالفينا
* * *
ص: 259
قال إبراهيم بن السماك : سمعت ليلة عند دومة الجندل هاتفا يهتف من الجبال :
ناد من طيبة مثواه وفى طيبة حلاّ
أحمد المبعوث بالحقّ عليه اللّه صلّى
وعلى التالي له في الفضل والمخصوص فضلا
وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا
وعلى التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا
هم منار الحقّ للخلق إذا ما الخلق ضلاّ
نادهم يا حجج اللّه على العالم كلاّ
كلمات اللّه تمّت بكم صدقا وعدلاً(1)
* * *
ص: 260
باب الإمامة : باب 1 : في إمامة علي أمير
المؤمنين عليه السلام
فصل 1 : الإمامة في شرائطها
( 7 - 38 )
إثباته-ا··· 9
الخليفة أهمّ من الخليقة··· 9
لا تخلو الأرض من حجّة··· 9
الإمام في ألفاظ الرضا عليه السلام··· 11
من مات ولم يعرف إمام زمانه··· 12
مناظرة هشام وابن عبيد في ضرورة الإمام··· 12
دليل المتكلّم··· 14
العصمة : إثباتها··· 16
وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ··· 16
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَْمْرِ··· 16
لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ··· 17
حديث الثقلين··· 20
ص: 261
مناظرة أبي علي المحمودي وأبي الهذيل··· 21
كلمات في المعصوم··· 21
المودّة في قلوب المؤمنين هي العصمة··· 22
النصوص··· 24
توارث الوصيّة من لدن آدم عليه السلام··· 25
كلمات في الإمام المنصوص··· 26
مناظرة حمران مع ابن أكثم في ولاية أمير المؤمنين··· 27
الوصية حقّ··· 28
أمر اللّه رسوله أن يقيم عليا ولا يشرك معه أحد··· 29
صفات الأئمة عليهم السلام··· 31
خمسون علامة لإمام الهدى··· 31
قالوا في الإمام··· 34
خصائص أئمتنا··· 35
فصل 2 : في مفسداتها
( 39 - 78 )
الاختي-ار··· 41
بين اختيارنا واختياره··· 42
اختار اللّه محمدا وأهل بيته··· 43
اختار اللّه واختار موسى عليه السلام··· 45
إختيار الصحابة واختيار اللّه ··· 46
ص: 262
ردّ النبي شرط بني كلاب الولاية بعده··· 48
ردّ النبي مطلب ابن الطفيل في الولاية··· 48
تقديم المفضول على الفاضل خيانة··· 49
من ادعى هذا الأمر··· 50
مناظرة في الاستخلاف··· 50
أهلها يحكمون على من غاب عنها··· 51
الوصف : الردّ على الزيدية··· 53
من زعم الإمامة وليس بإمام··· 53
إحتجاج القمّاط على الزيدي··· 53
مناقشة زرارة مع زيد عليه السلام··· 54
مناقشة مؤمن الطاق مع زيد عليه السلام··· 54
مناقشة الحضرمي مع زيد عليه السلام··· 55
ردّ الشيخ المفيد على سؤال الزيدي··· 56
الميراث : الردّ على بني العباس··· 58
بين الإمام الصادق عليه السلام وبني العباس··· 58
مناقشة الفضل بن شاذان··· 59
مناظرة سعيد بن جبير مع ابن عباس··· 59
حوار بين المعتصم وابن حنبل··· 60
مناظرة بين الشيخ المفيد والرجل العباسي··· 60
مناظرة بين الشاري والقرمطي في محضر المكتفي··· 62
ص: 263
الرد على الغلاة··· 63
ذم الغلاة··· 63
إخبار النبي صلى الله عليه و آله··· 64
قول أمير المؤمنين في الغلاة··· 65
إحراق ابن سبأ··· 66
إحراق سبعين من الزطّ··· 66
النصيرية··· 67
الردّ على السبعية··· 68
نصّ الصادق على الكاظم عليهماالسلام وموت إسماعيل··· 68
البشارة بولادة الكاظم عليه السلام عند شراء أمّه··· 69
سبق بالخير ابن الأمة··· 70
الشيطان لا يتمثّل في صورة وصي··· 70
استشهاد الإمام الصادق عليه السلام على موت إسماعيل··· 70
خطبة الإمام الصادق عليه السلام عند وفاة إسماعيل··· 72
ما كتبه الصادق على كفن إسماعيل··· 72
أناب الصادق عليه السلام مؤمنا يحجّ عن إسماعيل··· 73
الردّ على الخوارج··· 74
حكم اللّه في طائر حكمين··· 74
مناظرة بين ابن عباس والحرورية··· 74
مناظرة بين ابن أباض وهشام بن الحكم··· 75
مناظرة بين مؤمن الطاق والضحاك الشاري··· 77
ص: 264
فصل 3 : في مسائل وأجوبة
( 79 - 100 )
علّة ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لمّا ولى الناس··· 81
ألا دعا أمير المؤمنين الناس اليه بعد وفاة النبي ؟··· 81
لم لم يطلب علي عليه السلام بحقّه بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله ؟··· 82
لم قعد أمير المؤمنين عليه السلام عن قتالهم ؟··· 82
ما منع عليا عليه السلام أن يدفع أو يمتنع ؟··· 86
لم جلس الإمام علي عليه السلام في الدار ؟··· 88
كلام أمير المؤمنين عليه السلام وقد سئل عن أمرهما··· 89
كلامه عليه السلام لابن عوف يوم الشورى··· 89
لِم لَم يقاتل عليه السلام الأولين على حقّه وقاتل الآخرين ؟··· 90
سبب إختلاف سيرة الإمام علي عليه السلام في أهل الجمل وأهل صفين··· 90
سيرة أمير المؤمنين في أهل الجمل خير لشيعته··· 90
هل سلّم أمير المؤمنين على الشيخين بإمرة المؤمنين ؟··· 91
هل قال أمير المؤمنين لأبي بكر : يا خليفة رسول اللّه ؟··· 91
قلّة الشيعة دليل على بطلان معتقدهم ؟··· 92
بأيّ سيرة سار علي عليه السلام في أهل البصرة ؟··· 92
لم صلّى علي عليه السلام خلف القوم ؟ وأقام الحدّ أيام عثمان ؟ ...··· 93
لم أخذ عطاءهم ؟ وصلّى خلفهم ؟ ونكح سبيهم ؟ وحكم في مجالسهم ؟··· 94
كيف أخذ علي عليه السلام عطاء الأول وهو ظالم ؟··· 95
صحّ أنّ عليا لم يبايع ثم بايع ففي أيّهما أصاب ؟··· 95
ص: 265
أيّ خليفة قاتل ولم يسب ولم يغنم ؟··· 96
ما معنى تمني الإمام عليه السلام الموت قبل الجمل ؟··· 96
هل شكّ أمير المؤمنين عليه السلام في الحكمين ؟··· 96
هل أنّ اجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد أتمّ للنعمة ؟··· 97
باب 2 : في إمامة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام
فصل 1 : في الخطب
( 101 - 108 )
قصيدة علم الهدى··· 103
قصيدة علي بن الهيصم··· 104
خطبة··· 107
فصل 2 : في الآيات المنزلة فيهم
( 109 - 128 )
آية النور··· 111
الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ··· 112
آيات سورة الفجر··· 114
آية النور··· 114
زيّن اللّه كلّ شيء بإثني عشر شيئا··· 115
سمّى اللّه إثنى عشر شيئا نورا··· 116
ص: 266
أَطِيعُوا اللّهَ . . وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ··· 117
فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ ..··· 118
أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وقوله أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ··· 119
أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ..··· 119
وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ··· 120
وَالشَّمْسِ وَضُحاها . .··· 120
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ . .··· 121
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ . .··· 122
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ··· 123
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا . .··· 124
وَوالِدٍ وَما وَلَدَ··· 124
وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ··· 124
وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ··· 125
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ··· 125
وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ··· 125
أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ··· 126
فصل 3 : في النصوص الواردة على ساداتنا
( 129 - 138 )
أنواع الروايات الواردة في هذا الباب··· 131
ما جاء قبل آدم عليه السلام··· 131
ص: 267
ما جاء قبل الإسلام··· 132
خبر الهاروني··· 132
بشارة موسى عليه السلام بالنبي صلى الله عليه و آله··· 132
إعلان الخضر عليه السلام أسماء الأئمة الإثني عشر:··· 133
استسقاء قس بن ساعدة بأسماء الأئمة قبل البعثة··· 134
اسم المهدي عليه السلام على سور مدينة بناها سليمان··· 137
فصل 4 : فيما روته العامة
( 139 - 152 )
الخلفاء إثنا عشر كلّهم من قريش··· 141
النصّ على أسمائهم··· 150
النتيجة··· 152
فصل 5 : فيما روته الخاصة
( 153 - 170 )
أنواع ما روته الخاصة··· 155
ما روي عن النبي صلى الله عليه و آله في كتاب الخزاز··· 155
النصوص··· 158
ما رواه الصدوق في إكمال الدين··· 161
ص: 268
حديث اللوح··· 162
ما رواه الكليني··· 165
حديث الكتاب المختوم النازل على النبى صلى الله عليه و آله فيه الوصية لكلّ إمام··· 167
حديث حصاة حبابة الوالبية··· 168
النتيجة··· 169
فصل 6 : في النكت والإشارات
( 171 - 204 )
أشار اللّه إلى عددهم وأسمائهم بأشياء··· 173
صرّح بذكرهم في الكتب··· 173
ما أظهر عددهم في المخلوقات··· 174
جريان سنّة بني إسرائيل في أمّة محمد صلى الله عليه و آله··· 174
فيهم إثنا عشر نقيبا··· 174
فيهم إثنا عشر حواريا··· 176
فيهم الأسباط··· 176
انفجرت لموسى عليه السلام إثنتا عشرة عينا··· 177
يوسف عليه السلام هو الأخ الثاني عشر··· 177
شعوب بني إسرائيل إثنا عشر شعبا··· 177
نوح عليه السلام يعرف أسماءهم··· 178
جاء عددهم في القرآن رمزا··· 178
ص: 269
جاءت أسماؤهم في التوراة··· 179
جاءت أسماؤهم في الإنجيل··· 179
كلمة التوحيد على إثني عشر حرفا··· 179
أسماء اللّه على عددهم··· 180
آيات على عددهم··· 181
مدح النبي صلى الله عليه و آله على عددهم··· 181
أسماء الأنبياء على عددهم··· 181
ألقاب علي عليه السلام على عددهم··· 182
ذكر أئمتنا على عددهم··· 182
كلمات حقّ على عددهم··· 183
استخراج أسمائهم من الحروف··· 183
في البسملة··· 184
في السور··· 184
حروف أسمائهم··· 185
ما أظهر في العلوم··· 186
الأعراض إثنا عشر··· 186
أصول الفقه إثنا عشر··· 186
النحو··· 187
الفقه··· 187
الفلك··· 188
ص: 270
حساب الجمل على عددهم··· 189
نوع آخر من الحساب على الآيات··· 192
ما أظهر في الأزمان··· 195
هم عدّة الشهور··· 195
هم الأيام··· 196
عدد ساعات النهار والليل··· 197
ما أظهر في الأفعال··· 198
أنهار الجنّة إثنا عشر··· 198
أجنحة إسرافيل إثنا عشر··· 198
النور إثنا عشر نوعا··· 199
حروف العناصر الأربعة إثنا عشر··· 199
الجزائر الكبار إثنا عشر··· 199
هم الجبال··· 199
ظاهر العالم على إثني عشر··· 199
للنوامي اثنتا عشرة حالة··· 200
الأجساد إثنا عشر··· 200
الجواهر الخلص إثنا عشر··· 200
أصول العطر إثنا عشر··· 200
أحسن الرياحين إثنا عشر··· 200
أصول الحلاوى إثنا عشر··· 201
ص: 271
ما أظهر في نفس بني آدم··· 202
خلق الآدمي على إثني عشر طبقة··· 202
نشؤنا من إثني عشر سلالة··· 202
إثنا عشر عضوا يجمعها الجوف··· 202
الأعضاء المتّصلة إثنا عشر··· 202
الأعضاء المنفصلة المزدوجة إثنا عشر··· 203
المنافذ والخروق إثنا عشر··· 203
في الوجه إثنا عشر جزءا··· 203
عدد عظام اليد والرجل إثنا عشر··· 203
خصال القلوب إثنا عشر··· 204
فصل 7 : في الألفاظ فيهم
( 205 - 212 )
1··· 207
2··· 207
3··· 207
4··· 208
5··· 208
6··· 208
7··· 210
8··· 211
9··· 212
ص: 272
فصل 8 : في الأشعار فيهم
( 213 - 260 )
شعر أبي تمام··· 215
شعر السيد الرضي··· 216
شعر الحصفكي··· 217
شعر أبي فراس··· 218
شعر حسام الدولة··· 219
شعر السوسي··· 220
شعر عضد الدولة··· 222
شعر البشنوي··· 223
شعر العوني··· 224
شعر السيد الحميري··· 226
شعر الخطيب المطيري··· 227
شعر ابن حماد··· 228
شعر أبي الفتح السابوري··· 230
شعر أبو عبيد اللّه الحسيني··· 231
شعر الصاحب··· 232
شعر أبي طاهر القمّي··· 235
شعر أبي الرضا الحسيني··· 236
شعر للمؤلف··· 238
شعر محمد بن حبيب الصبي··· 239
ص: 273
شاعران··· 240
شعر سلامة الجنيني··· 241
شعر البعلبكي··· 242
شعر الصاحب··· 243
شعر كشاجم··· 244
شعراء متفرّقون··· 245
شعر محمد الموسوي··· 246
شعر للمؤلف··· 246
شعر الزاهي··· 247
شعر « يا إلهي على رضاك أعنّي »··· 249
شعر محمد بن حمزة الحسيني··· 250
شعر ابن قرط··· 251
شعر محمد بن أبي نعمان··· 252
شعراء متفرّقون··· 253
شعر أبي الواثق العنبري··· 255
شاعران··· 256
شعر زيد المرزكي··· 257
شعر ابن مكي··· 258
شاعران··· 258
شعر هاتف هتف في الجبال··· 260
الفهرست··· 261
ص: 274